نعم تعبنا الملل و الكتابات << تعبنا البحث عن دواءٍ لهذا الداء الذي يزورنا بين فترةٍ و أخرى << تعبنا مشاهدة السيناريوهات المتكرره << مللنا السكوت << و كرهنا مشاهدت المنديل الأبيض سريعاً و في أول لحظات وقوع الكوارث << كرهت اللون الأبيض لأنه يُذكرني بإنكسار << يذكرني بنتائجٍ أصبحت للتاريخ << يُعيد ليَّ الماضي الحزين ! ! !
قالها عبدالرحمن بن مساعد:
تـ عـ بـ ـت أنزف جراحي حبر و أدور للألم أسباب
لأجـ ـل أكتب شعر يوصف بعض أصغر معاناتي ! !
المنديل الأبيض << يستخدمه أولائك الذين بات لاحول لهم و لا قوه في تغيير شيء << و أصبحوا يرجون خصمهم لأن يرأف بحالهم ! !
المنديل الابيض << ذلك الذي يُعبر عن غضب جماهيري كبير حول ما يحدث لـ فريقهم من مصائب كان سببها شخص معين أو مجوعة أشخاص ! !
المنديل الأبيض << ذلك الذي مع كل أسف تعود أن يرفعه عندما يحدث أمرٌ لم يكن بالبال و لا بالحسبان ! !
/
\
:
.
.
:
\
/
تكرر السيناريو مساء يوم السبت الماضي << بعد أن حدث العام الماضي في فترات كانت بكل تأكيد أقواها و أصعبها: كصيبة الأولد ترافورد << لن نعود للماضي و لنبشه و لكن سنتحدث عن هذا المنديل الأبيض الذي لايزال هنا و على دكة بدلاء الذئاب و في جيب لويتشيانو سبالتي حتى اليوم ! !
لا أحد يُنكر بأن روما تُقدم كرة ممتعه هي الأمتع على وجه الكوكب الآن << و ليسمح لي عشاق الأنديه الأخرى الكبيره الممتعه حالياً << البارسا, المانيو, القنرز و بايرن ميونخ و كل نادِ يفوز بإمتاع << فلا إمتاع يفوق إمتاع روما عندما تكون في أجمل حالاتها ! !
لن نتحدث عن أجمل اللحظات << لأن لا أحد يختلف عليها فـ عندما يكون الفريق في قمة عطاءه فهو يقدم كرة يُطرب لها الخصوم قبل أي شخصٍ آخر << لكن ماذا عن أسوأ الحالات ؟ ! !
نعم كل الفرق يمر بها ظرف قاسي في أي لقاء << و كل الفرق لا يمكن لها أبداً المحافظه على نفس الرتم طيلة الموسم << كل الفرق الممتعه تنكسر بكل تأكيد ففهذا حال الكره << و لكن هناك من يحاول << دائماً و أبداً هناك من يسعى لتحسين الصوره و الخروج بأقل الخسائر << لكن مع كل أسف لم يكن سبالتي أحد هؤلاء ! ! !
هذه النظره و هذا التعجب لا يكفيان لتحسين الأوضاع << علامات الغضب و الإستنكار لما يحدث لا يكفيان << فأنت لست أحد اللاعبين لتكتفي بالفرجه و لست أحد الجماهير << أنت روح الفريق و عقليته المدبره << و عندما ترفع المنديل الأبيض إستسلاماً << هذا يعني بأنه رسمياً كل شيءٍ إنتهى في اللقاء ! !
لنأخذ آخر لقاء كمثال بسيط << بعد هدف الإنتر لم يغير سبالتي في اللاعبين << فقط طالب بيروتا باللعب في الجهة اليمنى قليلاً و مساندة بانوتشي في فترات << فأصبح التكتيك: 4-2-2-1 إنتهى الشوط الأول على هذه النتيجه << إلى هنا لا يمكننا أن نقول شيء
بدأ الثاني و بنفس النهج و أتى التعادل بعد ثمان دقائق فقط من إنطلاقة الشوط << في كرة القدم دائماً و أبداً هناك أوقات خطيره يجب الحذر كل الحذر بها لعدم تلقي هدف << أبرزها: الخمس دقائق التي تتلو الهدف << و فعلاً لم تكتمل خمس دقائق و بعد أربعة دقائق فقط سجل كريسبو التقدم
الفريق أحرز التعادل و هو بعشرة لاعبين + من أمامك فريق كبير و خصم قوي + الخصم إستبدل لاعبين دفعةً واحده في خط المقدمه << كل هذه أمور كان يجب على سبالتي العمل لإيقافها و للمحافظه على هذا التعادل << على أقل تقدير لعشرة دقائق بعد الهدف فقط
العكس تماماً ما حدث << إندفع اللاعبون و كأن الإنتر من كان منقوصاً و ليس روما << هنا كان يجب على سبالتي التصرف فعل أي شء << هو إكتفى بالفرجه على الأهداف الثلاثه الأخرى و لم يحرك ساكناً ! ! !
ليس عيباً أن تدافع على أرضك و أنت متصدر الترتيب العام << لأن الظروف أجبرتك على ذلك << لا عيب في أن تطمح لنقطه فقط و أنت على أرضك << لأن الظروف أجبرتك على ذلك << لا عيب من أن تغير من تكتيكك على أرض الملعب و تحوله للأسلوب الدفاعي << لأن الظروف أجبرتك على ذلك ! !
لا ألوم جولي في ماحدث مساء السبت الماضي << ردة فعل و غيره على فريق << هو لم يفكر وقتها ما قد يحدث << لو كان هذا سؤالاً في إختار قُدِم له << لكانت إجابته بكل تأكيد: أنه سيترك الكره في المرمى
حدث و أخطأ لاعب و طُرِد << هل نعلن الإنهزام و نتشائم من عدم إمكانيتنا إيصال اللقاء لـ بر الأمان ؟ ! ! << يجب أن يضع المدرب دائماً و أبداً في فكره أسوأ الإحتمالات << كان واجباً عليه بعد الطرد أن يفكر: كيف لا أُهزم ؟ << و ليس كيف أفوز ؟ ! !
~ أمثله بسيطه لفارق العقليات و حسن التصرف ~
( 1 )
في التشامبيونز ليج و قبل عدة مواسم << كانت هناك موقعه لـ روما مهمة و نقاط اللقاء الثلاثه في غاية الأهميه للوصول للدور الثاني << اللقاء كان أمام الآرسنال في لندن << و الكل يعرف من هو الآرسنال آنذاك:
في الدقيقه 20 من عمر اللقاء << بطاقة حمراء لـ توتي قائد روما << تخيل المشهد و الحدث: طرد للقائد في أول ثلث ساعه و أمام الآرسنال على ملعبهم << النتيجه كانت سلبيه وقتها << لكن فقط لنرى ماهو المشهد القادم <<< كابيلو يستدعي إيمرسون و يحدثه لمدة دقيقه << يعود إيمرسون لأرض الميدان و يوجه كلام المدرب لزملائه اللاعبين
يعود اللقاء << و تعود روما و كأنها لازالت بـ 11 لاعباً حتى بعد الطرد << يسجل البيتر بان هدف التقدم و يواصل الفريق على نهجه << يعادل الآرسنال و لم ينكسر الفريق << على الرغم من أن الهدف يعني الإحباط << إلا أنهم واصلوا و بعزيمة و أصرار أقوى مما سبق << و كان من الممكن الخروج فائزين << لولا سوء حظ مونتيلا في الوقت بدل الضائع من عمر اللقاء
~ كان هذا الدرس الأول ~
( 2 )
كأس العالم 2006 في دور الـ 16 << ليبي X أستراليا << يُطرَد ماتيرازي في وقت حرج و النتيجه لاتزال سلبيه << تبديل بدخول برازاغلي بجوار كانافارو في العمق و اللعب على المرتدات << لم يقل ليبي: من العيب أن أدافع أمام أستراليا و منتخبي صاحب النجمات الثلاثه "في ذلك الوقت" فيط فكر كيف لا يُهزم ! !
يدخل توتي في آخر 20 دقيقه تقريباً من عمر اللقاء << و تعود إيطاليا لـ قتل اللعب و الإمساك في الكره مع بعض الهجمات الخطيره على المرمى الأسترالي << حتى أتت تمريرة وتي القاتله لـ جروسو الذي توغل و حصل على ركلة جزاء << أنها بها توتي كل شيء ! !
~ كان هذا الدرس الثاني ~
( 3 )
اليورو 2000 و نصف النهائي << و أمام من ؟ ! ! << أمام المنتخب الهولندي و بين جماهيره << الدقيقه 22 من عمر اللقاء تشهد طرد ظالم لـ زامبروتا << أذكر بكلمة ظالم لأنها تعني بأن طرد كهذا يُحبط من عزائم الفريق << دافع الطليان و لعبوا الكاتناشيو بإحتراف كبير
نعم حصل الهولنديون على ركلتي جزاء << أحدهما غير صحيح << تصدى تولدو لواحده و القائم للأخرى << لكن المنتخب لم يستسلم و لم يرفع دينو زوف المنديل الأبيض مستسلماً ! ! << وصلوا لركلات الجزاء << و تفوقوا و عبروا للنهائي << نعم أثر بهم الطرد << و لكن و كما قلنا فكر زوف في: كيف لا يُهزم << و ليس كيف يفوز ؟ ! ! !
~ كان هذا الدرس الثالث ~
أراهن هؤلاء الفطاحل الثلاثه على أن يقدموا كرة ممتعه هجوميه جميله كالتي يقدمها سبالتي في روما << لا كابيلو و لا ليبي و لا حتى زوف يمكنه إحداث تجانس كبير كالذي بين صفوف لاعبي روما الآن << و لا في أي فريقٍ كان << و لكن كل هذا لا يكفي فـ كرة القدم لا تكتفي بالتسجيل و الإمتاع << لا يكفيان أبداً لتحقيق بطوله << فالواقع دائماً و أبداً يقول:
~ عندك هجوم بـ تسجل << بس لو عندك دفاع: راح تاخذ بطوله ! ! ~
/
\
:
.
المشكله كلها بأنها ليست جديده على سبالتي << ليست المره الأولى التي يقف بها مكتوف الأيدي << ليست المرة الأولى التي بها لا يحسب حساب للخصم << على المدرب دائماً و أبدا ًوضع خططه و تكتيكاته و يبينها على خصمه << أياً كان هذا الخصم << أياً كان ! !
على سبالتي إعادة النظر كثيراً في المنطقه ما بين ديروسي و قلبي الدفاع << ملؤها باللاعبين لا يكفي دن توجيهات << ديروسي تائه في المحور الدفاعي وحده << يقطع الكرات و يسلمها نعم و لكن عندما تكون هناك زياده عدديه << فلا حول له و لاقوة " الكثره تغلب الشجاعه "
سبالتي في طريقة لتكرار خطأ جسيم وقع به الموسم الماضي << هو لا يزال لم يجرب كل اللاعبين << ست جولات دوري و لقاء شامبيونز وحيد و لا زلنا لا نعلم كيف هو آداء باروسو أو آندريولي أو بريغي في مركز المحور الدفاعي << النادي الملكي ريال مدريد في أول ست جولات لعب شوستر بـ 26 لاعباً ! ! !
لماذا ينتظر حتى يفقد لاعباً و من ثم يضطر لإنزالهم << و بكل تأكيد لن يكون هناك أي إنسجام << لماذا هم محسوبون على روما إذاً << لكل لقاء ظروفه و لكل فريق تكتيكه الخاص << و لكل مجريات لقاء حسابات تختلف عن الأخرى << فقط عليه أن يعلم هذا جيداً . .
أسباب الرباعية في موقعه السبت الفائت كثيره << و كثيره جداً و لكنني على يقين من شيءٍ واحد هو:
/
\
:
.
~ ! ! أنك يا سبالتي أبرز هذه الأسباب ! ! ~
.
:
\
/
هذا كله لا يعني أن أقلل من قيمة سبالتي أو أطالب برحيله << بكل تأكيد لم أفكر بهذا ولو للحظه << و لكن هذا الأمر بدأ يتكرر و يجب أن يعي سبالتي لمثل هذه الأمور << من الظلم أن لا نحقق بطوله أكبر من الكأس هذا الموسم << من الظلم أن يُسجل التاريخ هذه الأسماء و يكتب تحتهم: لم يحققوا شيء ! ! << لو لم يحققها هذا الجيل لاسمح الله << فـ لن نفرح بها لفترة طويله جداً ! !