زينب بنت خزيمة الهلالية رضي الله عنها
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو الهلالية ، كانت تدعى أم المساكين لرحمتها إياهم ، ورقتها بهم ، وكثرة إطعامها لهم ، وصدقتها عليهم ، ولما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أَوْلَمَ عليها جزوراً ، فكثر عدد المساكين الذين حضروا ، وأكلوا .
وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها في رمضان من السنة الثالثة للهجرة بعد زواجه بحفصة رضي الله عنها ، وقبل زواجه بأختها لأمها ميمونة بنت الحارث ، وكان هدفه صلى الله عليه وسلم من الزواج منها مكافأتها على صلاحها ورأفتها بالمساكين ، إلى جانب مواساتها لما أصابها من فقدها لمن تعاقب عليها من الأزواج ، ومنهم شهيدان ، وكان صداقها أربعمائة درهم .
ولم تلبث في بيت النبوة طويلاً ، حيث توفيت رضي الله عنها في المدينة بعد شهرين أو ثلاثة من زواجه صلى الله عليه وسلم بها ، وهي أول أمهات المؤمنين وفاةً بالمدينة رضي الله عنها .
ولم تذكر المصادر التي ترجمت سيرتها في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا القليل من أخبارها، ولا سيما علاقاتها ببقية زوجاته ، ولعل مردّ ذلك قصر مدة إقامتها في بيت النبوة .
رضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين ، والحمد لله رب العالمين .
ميمونة بنت الحارث
..............................................
هي أم المؤمنين ، ميمونة بنت الحارث بن حَزْن الهلالية . أختها لبابة الكبري زوجة العباس و لبابة الصغرى زوجة الوليد بن المغيرة ، فهي خالة ابن عباس ، و خالد بن الوليد .
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من عمرة القضاء سنة سبع في ذي القعدة ، فهي آخر امرأة تزوجها ، وفي الحديث عن ميمونة بنت الحارث ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال ) رواه مسلم . ودخل بها "بسرف"، وهو موضع من مكة قرب التنعيم. وكان عمرها رضي الله عنها عندئذٍ 26سنة، بينما عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم 59سنة، وقام بتزويجها زوج أختها العباس ، وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أصدقها عنه أربعمائة درهم .
وكان هدفه صلى الله عليه وسلم من هذا الزواج اتخاذ وسيلةٍ لزيادة التفاهم بينه وبين قريش ، إلى جانب مواساة ميمونة رضي الله عنها بسبب وفاة زوجها.
وكان اسمها بَرَّة ، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ميمونة .
كانت رضي الله عنها من سادات النساء ، وروت عدداً من الأحاديث عن رسول الله صلى عليه وسلم.
وكان ابن عباس رضي الله عنها يبيت عندها أحياناً في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيكسب علماً ، وأدباً ، وخلقاً ، ويبثّه بين المسلمين، من ذلك قوله رضي الله عنهما: ( بت ليلة عند ميمونة بنت الحارث خالتي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها في ليلتها، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فقمت عن يساره، فأخذ بذؤابتي ، فجعلني عن يمينه ) رواه البخاري .
كانت وفاتها رضي الله عنها سنة 51 للهجرة ، عن عمرٍ بلغ 80 سنة، وكان موتها ودفنها بسرف مكان زواجها، فرضي الله عنها وأرضاها، والحمد لله رب العالمين .