التداخل بين تقوى الله وتنفيذ أوامره وأداء الواجب ،،،
وكيف لا يطغى أحدهم على الآخر
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ما لكم لا ترجون لله وقاراً ، وقد خلقكم أطواراً ))
صدق الله العظيم
هنا في هذا الجانب من الكتاب ندرس أموراً ثلاثة واحد يحتي إثنان ( حيث تقوى الله يحتوي تنفيذ أوامره وكذا أداء الواجب ، وحيث أداء الواجب يحوي تنفيذ أوامر الله ، كيف ذلك حيث أننا نشبه ثلاثة أواني متداخلة الأولى تقوى الله تحتوي إناء أداء الواجب وأناء أداء الواجب يحتوي أناء تنفيذ أوامر الله عز وجل .
فكيف ،، ؟؟ حيث ان تقوى الله تستوجب منك مراقبة أفعالك وتصرفاتك الحالية والآجلة لحظة بلحظة هذا تقوى الله ، ثم وانت تحيا في يومك أتاك أمر من أوامر الله وأوامر الله عز وجل يستوجب تنفيذ أوامره مباشرة ومن دونما تفكير أو تأخير وبثقة كاملة من أن أمه هو الأمر الحق وتنفيذه واجب حق ، حتى وأن كان تنفيذه يستوجب فعلاً غريبا ، أو صعباً على النفس البشرية التي إعتادت ما اعتاده الناس واستغربت ما تستغربه الناس ، وهذا جانب يطول شرحه ولكننا الآن نشرح تداخل تنفيذ أوامر الله من دونما مواربة أو تأخير أو تأجيل أو تفكير ، فنبي الله إبراهيم عليه السلام أتاه امر من الله عز وجل أن يترك زوجته وابنها الرضيع في صحراء مكة ، هذا خير مثال على تنفيذ أوامر الله من دونما تأخير أو طول تفكير ، ولكننا لسنا أنبياء فلنأتي بمثل عن تنفيذ أوامر الله لغير الأنبياء فمثلاً الرحمن أمرنا بأداء الصلاة في وقتها ، إذن لا بد من تنفيذ أوامره مباشرة هذا حسن ولكن هل ستذهب مباشرة إلى الوضوء والصلاة ، الإجابة لا!! لماذا لا .؟ حسنُُ لديك أولاً :/ ترى الماء الذي ستتوضأ به ، ثم ملابسك هل بها نجاسة خارجية ثم أعقاب ثيابك السفلية أي أواخر بنطلونك أو إزارك هل به نجاسة أو بعيد عن النجاسة ، ثم هل يصل الماء إلى جميع جوانب أعضاء الوضوء ، ثم هل بعد أن دخلت الخلاء وتبولت مثلاً ، هل تضمن أن البول لم يقطر أو يصل رذاذه إلى أي منطقة من ثيابك ، وإذا وصل ماذا تفعل ، ثم تتوضأ بحول وعون الله وبعدها تريد الصلاة لابد من تحري من تريد أن تدخل في الصلاة معه جماعة ، فإن رأيت جماعة يأمها إمام فهل تضمن أن هذا الإمام سيؤدي الصلاة ويأم الناس خلفه على ما يريد الله ، يعني حدث معي يوما أن توضأت وأريد الصلاة فرأيت جماعة وأريد أن أدلف الى الصلاة معهم ، وإذا بالإمام ، يضع جبينه فقط على الأرض في السجود ولا يلمس أنفه الأرض قاصداً متعمداً ، واحد آخر من طبيعة حركاته يلج في ذهنك أنه جاهل بأمور الصلاة وغيره وغيره ،،،،،
إذن هنا ترى أن أمر الله لابد أن ينفذ ليس بمعزل عن أداء واجبك أما البوتقة الأخيرة والتي تحوي أداء الواجب وتنفيذ الأوامر هي تقوى الله عز وجل ، بمعنى أنك في المثال السابق مثلاً تتقي الله في الماء الذي ستتوضأ به بمعنى لا يكون محتاجه قريب منك يموت عطشاً أو تسرقه لتتوضأ أو أنك تصلي في وقت لا يصح ترك العمل مثلاً فيه للصلاة أو أو .
هنا تصبح ذرة تنفيذ أوامر الله مصونة بأدائك للواجب الذي افترضه الله عليك محاطة أيضاً بتقوى الله عز وجل.
أكل مال الحرام
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ما لكم لا ترجون لله وقاراً ، وقد خلقكم أطواراً ))
صدق الله العظيم
قول رسول الله (صلعم) (الرجل أشعث أغبر يطيل السفر، يقول: يا رب يا رب، ومأكله من حرام ومشربه من حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له)
وكما قال الرسول الكريم ( صلعم ) ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )
بالنسبة لهذا الموضوع ، فإن فروعه كثيرة ومتشعبة جداً وليس كما يظن البعض أنه لا تسرق أو ترتشي ولا تأكل الربا فقط ، وإنما هناك كثيراً بل وكثير جداً وسنخوض في أمثلة كثيرة في هذا الموضوع /::
1- إبدأ أخي الغالي بنفسك وخذ التالي :/
مال الحياة اليومية :: فإن كنت تصرف على نفسك فإنت تعرف مخرج أموالك من أين أقصد من أين تحصل على المال فإن كان من جهة تتعامل بالربا فإنك آثم ،
وإن كانت من أجرة محل تعمل فيه فابحث هل المحل الذي تعمل فيه له شرعية قانونية أقصد أن له أوراق إعتماد وأوراق تجارية لذا الدولة أم لا ، فإن لم تكن كذلك كالذين يفتحون محلات غير مرخصة فأنت آثم ، وإن كانت البضاعة المباعة في المحل أتت إلى صاحب المحل من طريق التهريب أو بأساليب ملتوية أو مسروقة أو بها عيوب وانت تتغافل عامداً عن هذه العيوب وتقول أنها سليمة فإنك آثم ، وإن كان المحل يبيع بالربا فأنت آثم ، وإن كان يبيع ما تحرمه الدولة فأنت آثم ، وإن كان ما يبيعه المحل مغاير ولو بشكل بسيط عما أعطيت الرخصة لفتح المحل لأجله فأنت آثم ، وإن كان به جزئين جزء ما فيه الترخيص ويخص نوع البضاعة نوع الترخيص وآخر زيادة عن الترخيص وانت تعمل في الجزء الزيادة فأنت آثم .
إن كنت تستخدم السجائر في حياتك العملية ولا تستطيع أن تدير عملك إلا بالسجائر فإن كل وقت عملت به اعتمد على السجائر فيه جزء كبير حرام وأنت آثم ، إلا في حالة أن يكون لك عذر شرعي أو طبي لشرب السجائر ، وبالطبع مثلها مثل الخمرة والحشيش .
أو أنك استخدمت عصائر أو شاي فيه شك من أين مصدره حلال أم من حرام أو كنت تعلم أنه حرام وكنت تستخدم هذا الشاي أساساً في عملك وإلا لن يسير عملك كما يجب فأنت آثم .
إن كان المحل يبيع مستحضرات التجميل ثم أنت أمرأة أو رجل تعلم وأنت تبيعه له أنها أو أنه سوف يكون لزينة المرأة خارج بيتها وليس لزوجها وأهلها فقط فأنت آثم .
حسنٌ ، هنا لنا وقفة كبيرة ومهمة جداً ، الآن أنا لا أعمل وأستلم المال من أبي أو أمي أو أخي أو من أي مصدر آخر وليس لي غير هذا المصدر ماذا أفعل ، والمال يأتي بأحد الموانع السابقة ، هنا تأخذ ما يعينك على العيش قدر الإمكان فقط وفقط ، ومن دونما إسراف وأن تراعي وأنت تأخذ ما يعينك على العيش كالدراسة أو العلاج أو الحياة كالأكل أو السكن أو أو ، وأن الله مطلع عليك فإن زدت عن حاجتك فأنت آثم .
---- أخي الغالي :/
سأتوقف لبرهة أشر فيها إلى أهمية ما سبق شرحه ووصفه ، أخي الغالي لنتذكر معاً قول رسول الله (صلعم) (الرجل أشعث أغبر يطيل السفر، يقول: يا رب يا رب، ومأكله من حرام ومشربه من حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له)
أخي الغالي أرجو منك التركيز إلى مسألة مهمة جداً جداً في هذا الحديث ألا وهي مسألة استجابة الدعاء ، فمن مَلَك أن يستجاب دعائه من رب الوجود وصاحب الجبروت ومالك الدنيا والآخرة فقد ملك ملكاً عظيماً وأصبح يحمل بين يديه سلاحاً لا يجاوره سلاح ودرعاً ليس كمثله درع ، فإن سأل الرحمن شيئاً استجاب له من أمر الدنيا والآخرة إذن أخي الغالي لتركز في عدم أكل مال حرام وراجع نفسك في الأمثلة السابقة فإن كنت ولله الحمد والشكر وبفضل منه وحده لا منك ولا مني ، لم تقع في أي من الأمثلة السابقة وتدعو الله عز وجل ولم يستجب لك بعد فابحث معي عن الأسباب في الأمثلة المقبلة وإلا فبادر فوراً بتصحيح الأمرأو الخطأ الذي وقعت فيه ، فبادر بإرجاع الحقوق إلى أصحابها ، وإن كنت في عمل به ما ذكر سابقاً من ما لا يرضى عنه الله ولا الدولة فغيره وإن لم تستطيع علناً فسراً ،
الغالي والمهم أن تطهر هذه اليد وهذه البطن وهذا الصدر مما تأثم به ،
أما بعد أن تطهر فنسك مما هو حرام ورددت الحقوق إلى أصحابها ولم يستجب دعائك فتعالى معي نبحر سوياً في الآتي :::
كل ما يستخدمه الإنسان في حياته اليومية أو المستقبلية معتمداً على أخيه المسلم وأخيه المسلم لا يرضى بذلك سواء أكان أمامه أو من خلفه فهو حرام ، وأن تتوخى ذلك في البيت مع أخيك وأختك وأبيك وأمك وإبنك وإبنتك وزوجتك ، وقريبك وجارك قبل أن تتوخاه في الغريب والبعيد ، فمثلا في بيتك كل ما هو ليس لك فهو حرام عليك أخذه من دونما استئذان بدءاًَ من الإبرة إلى الصاروخ ، مرورا بالثياب والأكل والشرب والسيارة والعمل والزواج .
العمل كأن تعمل في عمل يؤذي عمل أخيك ، والزواج كأن تتزوج ممن يتحقق به أذية أسرتك أو أمك أو أبيك ، كذا ماله واستخدام عياله فيما لا يرضى أبوهم أو أمهم ، استخدام أشيائهم ومتعلقاتهم من دون علمهم ، ومن دونما استئذان مسبق وإلا فإنك آثم .
وتذكر أخي الغالي قول الرسول الكريم ( صلعم ) ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) ولم يقل مثلاً إلا أخيك أو إلا أمك أو إلا زوجتك أو إلا ابنائك .
فراجع نفسك ورد الحقوق إلى أصحابها والأمور إلى نصابها الذي حدده الله عز وجل ثم إدعو الله الحكيم العزيز فإن لم يستجب لك بعد كل هذا فاعلم أنك قد تكون واقعاً فيما سيلي ذكره من أمثلة ، ولكني قبلها أذكر شيئاً مهماً هو قبل أن ترد الحقوق إلى أصحابها لابد من التوبة والتوبة النصوح الصادقة من القلب مملوئة بالإيمان والندم والعزم على عدم العودة إلى ما أثمت لأجله سابقاً .
أخي الغالي أعلم وتعلم ، ويعلم الكل أن الاعتراف بالذنب والخطأ صعب فمن منا يتحمل هذا ولكن اعلم ان الفضيحة في الدنيا خير من الفضيحة في الآخرة وأن ارجاع الحقوق إلى أصحابها واجب وواجب وواجب ، ولابد منه فإن لم ترده لأصحابه في الدنيا سترده في الآخرة غصباً عنك ، حيث لا ينفع مال أو واسطة أو رشوة وفي أسوء الحالات وحنما يتعذر عليك تماماً أن ترده علناً يجب عليك أن ترده سراً فإن كان مالاً لأحدهم فرده سراً كأن تبعثه بالبريد أو ترسله مع فاعل خير وإن كانت كلمة أتت ببهتان وظلم عظيم فجاهد واجتهد جهاداً عظيماً على إصلاحها وإن كانت أمولاً للدولة فردها كاملة ولو بشكل مشاريع كانت ستكلف الدولة أموالاً ، فتضع مالك في هذا المشروع وليس أن تضعه فيما هو غير ضروري ولم تكن الدولة لتضع فيه قرشاً ، واستعن بالله العظيم .
أخي الغالي ، أشهد وتشهد معي زيجات أساسها باطل وكذب وخيانة من أول يوم في التعارف وزيف وبهتان وإدعاء النسب والجاه والمال من دونما أساس ولا صحة ، فاعلم أنك آثم آثم ، وهذا الإثم والوزر الكبير قد ترتب عليه زواج وأولاد فسارع أخي بالإعتراف بالحق والحق فقط دونما مواربة وتصحيح كل ما كان من شأنه أن يعطل الزواج في السابق وأنت كذبت بشأنه لتسيير الزواج فزواجك مبني على الكذب والخديعة وكل لحظة تعيشها تأثم فيها أيما إثم ، وبعد أن تصلح ما فات وتعترف بالحقيقة أمام زوجتك وعيالك وأهل زوجتك وقبلها بالطبع التوبة فتسألهم العفو والغفران والمسامحة فإن لم يرضوا فأصر عليها وإن لم يرضوا فجاهد معهم بكل الطرق والأساليب واستعن بالله أولاً ثم بشيوخ الإفتاء في بلدك لتوضيح وضعك الشرعي مع زوجتك في الوضع والحالة التي بني عليها زواج على أساس كاذب وزائف .
وبعد أن تضع النصاب في وضعه ، إسأل الله من فضله فإن لم يزل الجبار لم يتقبل دعائك فانظر معي إلى الآتي ::
الرشوة ،،، فكل ما حصلت عليه بواسطة الرشوة أو بإستخدام وسائل أخرى كالواسطة وغيرها ولم تكن لتصل إليك إلا بهذه الطرق الملتوية فهي حرام وكل ما يترتب عليها حرام ، فإن حصلت على الكهرباء في شقتك أو التليفون أو رخصة القيادة أو رخصة المحل أو أو بواسطة الرشوة فهي حرام ، وكل ما يترتب على الحرام فهو حرام ، وأنت آثم فيه ، فإن كان لا مفر من دفع الرشوة فإسأل نفسك هل المسألة التي تحتاج هذه الرشوة ضرورية وأساسية في حياتك أم لا فإن كانت ضرورية ولا تسير الحياة إلا بها ولا مفر ولا مناص من دفع الرشوة فادفعها وأنت قلبك وعقلك غير راضي عنها.
كل ما بني على حرام فهو حرام ، مثلاً من سرق جهاز كهرباء ليضيء به حجرته فكل ما رآه في الحجرة أو عمله وما كان ليعمل إلا بالمصباح المسروق فهو حرام
السيارة المسروقة وكل ما أوصلته من أشياء بها ولم يكن ليتم إل بها فهو حرام وإن كان سيتم بغيرها من الطرق وهي موجوده وأستخدمت فجزء كبير من هذه العملية واقع في الحرام والأول أشد.
القلم المسروق ما يكتبه به حرام والكأس المسروقة ما يشرب بها حرام ، وما أتى به من مال جراء كذب أو غش ثم أتى به شيء أو تم شراء شقة أو أو بهذا المال فما أتي به فهو حرام .
وخذ هذا المثال الذي لا أظن أن ملائكة الرحمن تغفل عنه ::::
أكلت طعاماً مسروقاً أو شربت شراباً مسروقاً فكل ما كان استخدمت فيه جسدك لعمله وما كان ليتم إلا بالأكل الذي أكلته فهو حرام ،
التليفون المسروق ما تم به من اتصالات وما أتي جراء الإتصالات فهو حرام ،،،
خذ هذا المثال الأعم :::
أنت تسير في الشارع وكنت مهموماً مغموماً وأتيت إلى البيت للراحة ثم دعتك شهوتك إلى الزنا أو النظر إلى ما حرم الله العظيم العزيز في التلفاز ، فكل ما أتي من أعمال جراء راحتك النفسية التي أتت بحصولك على حرام فهو حرام ،
أحدهم يقول إذن فكثير من حياتي تسير بالحرام أقول لك إن لم تقع في كل كلمات الحرام التي ذكرتها سابقاً فإن جزءاً صغيراً كان أم كبيراً من هذه الأمور واقعة في الحرام والإثم .
وهكذا في بقية الأمثلة ، ثم ادعوا الله المجيد فإن لم تجد يستجاب لك فتابع الآتي :::
الكوافير النسائي سواء كانت الكوافيرة أمرأة أو رجل فبالنسبة للرجل هو حرام عليه هذا العمل منذ البداية وماله الآتي منه حرام ، أما بالنسبة للمرأة فإن كانت الآتية إليها متحجبة فمن الممكن أن تصفف لها شعرها فقط وليس أي من وجهها أو باقي جسدها إلا ماكان مستوراً ، والمال الآتي من غير المتحجبة حرام ، وصاحبته آثمة مضاعفاً ،، كيف ؟؟ فمالها حرام والإثم الآتي من جراء نظر الرجل إلى هذه المرأة لها فيها جزء.
أخي الغالي طهر يدك وقلبك وحياتك مما فات وقرأت أنه حرام ثم تب عنه توبة نصوح ، ثم رد الحقوق إلى أصحابها ثم اسأل الله العزيز ، وأظن أن العزيز العظيم لن يرد طلبك ولكن دوماً أخي الغالي أضف جملة بعد كل دعاء وهي ( إن كان خير لي ) فإن تقبل الجليل دعائك وأتتك النعمة فهي محفوظة بأمر الله ومشيأته لتكون خير لك في الدنيا أوالآخرة أو الإثنين ، وإلا فإما أن دعائك لم يستجب ، وهنا تراجع أعمالك وأموالك وحياتك ، وإما أن لا يتقبل الله دعائك لأنه ليس خير لك أن يأتيك طلبك ، وإما أن يذهب عنك من الأذى مثله