الأســـماك ...للعقل غذاء .. للذاكرة نماء
السمك .. غذاء العقل .. ورد ذكره في القرآن الكريم في آيات كثيرة .. يعتبر من الأغذية الرئيسية التي تمد جسم الإنسان بما يحتاجه من عناصر أساسية ..
فهو يعتبر من المصادر الهامة للبروتينات .. والفيتامينات .. والمعادن.. وهو الأطعمة المفيدة لتقوية الذاكرة .. والسمك سهل المضغ والهضم مما يجعله طعاماً ملائماً للكبار والصغار ..
ويعتبر واحداً من الأغذية العالمية التي تشكل الطعام الرئيسي لعدد كبير من البشر .. فهيا بنا في رحلة إلى عالم البحار .. والمحيطات .. والأنهار .. لنتعرف على السر العظيم .. في هذه المخلوقات البحرية العجيبة!!
قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ....النحل: الآية14
(أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَة) ...المائدة الآية: 96
وقال سبحانه وتعالى: وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ....فاطر ـ الآية 12
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: (أحلت لنا ميتتان ودمان. فأما الميتتان فالحوت الجراد (وفي رواية: السمك والجراد). وأما الدمان فالكبد والطحال صحيح الجامع الصغير.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي eحين سئل عن البحر قال: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته). رواه الترمذي وقال حديث صحيح.
الأسماك .. ظهرت منذ أكثر من 450 مليون سنة .. ويوجد أكثر من 25000 ألف نوع من الأسماك، تعيش في مختلف أنواع المياه، وتكون لنا ثروة غذائية هائلة، فالسمك يعتبر واحداً من الأغذية التي تشكل الطعام الرئيسي للملايين من البشر، وبروتينات الأسماك ذات قيمة غذائية عالية تفوق اللحوم في ذلك، فهي سهلة الهضم، وهي غنية بالأحماض الأمينية الأساسية التي تدخل في تكوين العضلات والأنسجة.
وتعتبر الأسماك مصدراً جيداً للأملاح المعدنية وخاصة اليود والصوديوم والبوتاسيوم، كما يحتوي السمك على الفوسفور بمقادير عالية فالمائة جرام منه تحوي 230 – 240 ملجم فوسفور وترتفع هذه الكمية إلى 750 ملجم في سمك الطون وإلى 563 ملجم في سمك المور، ولا يخفى ما للفوسفور من أهمية بالغة في حياة الأنسجة إذ يساعد العمود الفقري والأسنان على النمو، والسمك يحتوي كذلك على عنصري الكلور والكبريت، كما يحتوي السمك أيضاً على الكالسيوم الذي يوجد معظمه في العظام والتي تتوفر في الأسماك المعلبة مثل السلمون والسردين.
وتحتوي الأسماك على كمية من الدهن تختلف حسب نوعها، ففي بعض الأنواع مثل سمك موسى نسبة الدهون 0.5% من وزنه، وسمك المرجان 0.5%، وسمك البلطي 2.6%، وسمك سلطان إبراهيم 3.9%، وسمك البوري 8%، وسمك التونة الخفيف المحفوظ بالزيت 8.21%، وسمك السلمون 10.85% ، وسمك السردين المحفوظ بالزيت 27%.
و كلما ارتفعت نسبة الدهون في السمك كلما كانت أكثر فائدة للجسم، وقد تختلف نسبة الدهون والمكونات الأخرى للنوع الواحد من السمك باختلاف فصول السنة والبيئة التي يعيش فيها، وكذلك باختلاف حجمه وعمره وجنسه ..
ويتميز الدهن الموجود في السمك بغناه بالحموض الدسمة غير المشبعة، وهي حموض مفيدة وغير ضارة وتعرف بقدرتها على خفض مستوى الدهون في الدم مما يجعلها مفيدة في الوقاية من تصلب الشرايين، ودهن السمك أسهل في الهضم من دهن اللحم، ولحم السمك الدهني غني بالفيتامينات وخاصة ( أ و د) أما الأسماك البيضاء فإن هذه الفيتامينات موجودة في زيت كبدها وليس في لحمها.
وزيوت الأسماك من المصادر الجيدة للفيتامينات، فهي تحتوي خصوصاً على فيتاميني أ و د. ويحتوي أيضاً زيت السمك على أحماض دهنية غير مشبعة يطلق عليها اسم أوميجا-3 مثل (حمض إيكوزابنتانويك) و(حمض ديكوزا هكسانويك) وهي أحماض لها فعالية عالية ضد كثير من الاضطرابات المرضية، فهي تساعد على: خفض نسبة الكوليسترول ودهون الدم، وتحسين الدورة الدموية ومنع تجلط الدم، وخفض ضغط الدم، والتغلب على الالتهابات الجلدية، ومنع التهاب المفاصل، وخفض نسبة الإصابة بالسكري، ومقاومة أعراض الشيخوخة وأمراضها، والوقاية من السرطان وغيرها..
وتعتبر الأسماك من أفضل الأغذية للمرأة أثناء فترة الحمل، فقد أثبتت الدراسات أن النظام الغذائي الغني بالأسماك يساعد على نمو الأجنة، وكلما ارتفعت كميات الأسماك التي تتناولها النساء الحوامل في أواخر فترات الحمل، كلما قلت نسبة صغر حجم الأجنة بينهن، وينصح ينصح المختصون بضرورة تناول المرأة الحامل وجبتين من الأسماك على الأقل أسبوعياً
وأثبتت بعض الدراسات أن معدلات الإحباط تقل عند السيدات اللائي يتناولن الأسماك خلال فترة الحمل، كما أن الأسماك ضرورية لنمو الجنين بشكل طبيعي وتساعد في تكوين مخ الجنين وجهازه العصبي، وبالنسبة للأطفال فإن الأسماك تقلل من احتمالات تعرضهم لمشكلات سلوكية أو صعوبات في التعلم، و تصبح مهارات الاتصال واللغة لديهم أفضل، كما أثبتت الدراسات أيضاً أن الأطفال الذين تقل عندهم معدلات الأحماض الدهنية في سن السابعة يكونون أكثر عرضة للإحباط.
الأسماك أفضل علاج للاكتئاب!
وفي مفاجأة علمية بارزة, اكتشف الباحثون البريطانيون أن الأسماك أكثر فاعلية من كثير من الأدوية الشهيرة لمحاربة الاكتئاب لدى الإنسان!
وقال الباحثون إنهم اكتشفوا أن أسماك السلمون والتونة والماكريل وغيرها من الأنواع التي يتم تعليبها عادة مصحوبة بالزيت تحتوي على دهون صحية تعرف باسم (أحماض دهنية أساسية) تساعد على تحقيق الاستقرار في الحالة النفسية والمزاجية والتخلص من مرض العصر
وينصح الباحثون بتناول جرام واحد على الأقل مرتين يوميا من زيت السمك لعلاج الاكتئاب، مع أفضلية تناول الأسماك عموما لمرتين في الأسبوع.