التمر .. الغذاء الأول

التمر...الغذاء الأول!!


التمرdates) هو ثمر النخيل (palm) ، ومنه أنواع عديدة جدا ً تتفاوت في الطعم والحلاوة ، ولكنها كلها تمتاز بأنها تحتوي على نسب متوازنة من المواد الغذائية الضرورية ، ولهذا يُعتبر التمر غذاء كاملا ً...فتبارك الله أحسن الخالقين!!

* مكانة شجرة النخلة في الإسلام :

نظرا ً لكثرة منافع النخلة فقد شبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة وذلك فيما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما حيث قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ولا تُحِتُّ ورقها ؟ فوقع في نفسي أنها النخلة ، فكرهت أن أتكلم وهناك أبوبكر وعمر ، فلما لم يتكلما قال النبي عليه الصلاة والسلام: هي النخلة. فلما خرجتُ مع أبي قلت يا أبتاه: وقع في نفسي أنها النخلة. قال: ما منعك أن تقولها؟ لو كنتَ قلتها كان أحبَّ إليَّ من كذا وكذا.قال: ما منعني إلا أني لم أركَ ولا أبابكر تكلمتما ، فكرهت أن أتكلم".رواه البخاري ومسلم.

وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من أكل التمر ، حتى قالت عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "ما أكل آل محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر". وإذا لم يجد ما يأكله اكتفى بالتمر والماء ، كما روت عنه عائشة أيضا ً فقالت: إنْ كنَّا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ، ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله عليه الصلاة والسلام نار.فقلت: يا خالة ما كان يعيشكم؟.قالت: السودان التمر والماء ، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح ، وكانون يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا".

وكان إذا أراد الصوم تسحر تمرا ً ، وقال عليه الصلاة والسلام: " نِعْمَ سحور المؤمن التمر". رواه الإمام البيهقي. وكان يفضل الفطور على التمر أيضا ً كما أخبرعنه أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال: "كان رسول الله يُفطر على رُطَبات قبل أن يصلي ، فإن لم تكن رُطَبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حَسَا حَسَوات من ماء" ، وقد أشارعليه الصلاة والسلام إلى أن وجود التمر في البيت دليل على البركة والخير والسَّعة ، فقال:" بيت لا تمر فيه جياع أهله ".رواه مسلم

الفوائد الطبية للتمر:
للتمر فوائد طبية كبيرة فهو يحتوي على عناصر معدنية مفيدة للجسم تصل إلى (15) عنصر معدني ، منها البورون والكالسيوم والكوبالت والنحاس والزنك والحديد والمغنيزيوم والفوسفور والصوديوم والبوتاسيوم وغير ذلك...

ويحتوي التمر على ستة فيتامينات منها فيتامين (ب1- ب2) وفيتامين (أ) وكذلك حمض النيكوتينك ، وهو يحتوي أيضا ً على (0.5- 3.9 %) من البكتين الذي يمتاز بفوائده الصحية..

ويحتوي التمر على الفلور المستخدم في حماية الأسنان من التسوس كما يحتوي على السلينيوم الذي يساعد في الوقاية من السرطان. والسكريات التي في التمر من النوع سهل الهضم والامتصاص ، وهي ضرورية جدا ً للكبد ليقوم بعمله على أكمل وجه فهو أكبر مصفاة للسموم والفضلات في الجسم.

ويقول البروفسور (مارشال) في دراسته التي أجراها حول الفوائد الغذائية والصحية للتمر إن التمر يمكن اعتباره الغذاء المثالي تقريبا ً، حيث يقدم طيفاً واسعا ً من العناصر الغذائية والفوائد الصحية المختلفة).

ولا يمكننا أن ننسى أن التمر يدفعُ بإذن الله تعالى ضرر السُّم والسِّحر كما بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام فقال: " من تصَبَّح بسبع تمراتٍ لم يضُرُّه ذلك اليوم سُمُّ حتى يُمسي " وفي رواية أخرى: " من اكل سَبْعَ تمرات حين يصبح لم يضُرُّه سُمٌّ حتى يُمسي".

والتمر يؤكل مفردا ً ويؤكل مع بقية أنواع الطعام ، وقد أكله النبي عليه الصلاة والسلام مفردا ً وأكله مع القثاء والبطيخ ، فيما ورد عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنه قال: " رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يأكل الرطب بالقثاء ". وأكله مع البطيخ: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل البطيخ بالرُّطب ، فيقول نكسر حرَّ هذا ببرد هذا ، وبرد هذا بحرِّ هذا ". وفي هذا الحديث مقابلة لطيفة تدل على حكمته عليه الصلاة والسلام وأنه موفق من الله عزوجل في كل أمر. ففي التمر يغلب السُّكَّر (20% ماء- 65% سكريات) أما البطيخ فيغلب فيه الماء (90% ماء – 9% سكريات) أي إن النسبة معكوسة وإشارة النبي عليه الصلاة والسلام إلى الحر يمكن ردها إلى ما في هذين الطعامين من سكريات ، لأن السكريات تعد من أهم مصادر الحرارة في الجسم ، وإشارته إلى البرد تدل على ما فيهما من ماء!!