مغرورة بس معذورة المراقب العام
عدد الرسائل : 7133 العمر : 34 الموقع : العمل/الترفيه : الانترنت المزاج : التسلية مع اعضاء همسات عرب السٌّمعَة : 10 نقاط : 1511 تاريخ التسجيل : 17/08/2007
| موضوع: عيب يا رجل الإثنين يناير 07, 2008 4:13 am | |
| أنا رجل متزوج منذ أكثر من 14 سنة... وقتها كنت مراهقًا في السنة الثامنة عشرة، وهذا الزواج تم باختيار الأهل، يوجد فارق كبير في المستوى التعليمي بيني وبين وزوجتي، فأنا حاصل على البكالوريوس، وزوجتي لم تتجاوز الصف الثالث الابتدائي. المهم أنجبنا 4 من الأولاد والبنات والحمد الله، لكن كان هناك دائما حاجز بيني وبينها، وكل طرق التفاهم بيننا مسدودة، اختلفنا أكثر من مرة، وتركت هي البيت؛ لتعود لبيت أهلها، وهذا باختيارها، لكني كنت أضغط على نفسي وأصالحها فقط من أجل مصلحة الأولاد. بمرور الوقت تعرفت على امرأة من بلد عربي شقيق عن طريق الإنترنت، وجدت فيها كل ما كنت أبحث عنه في الزوجة المناسبة من كل النواحي، وهي أيضا امرأة متزوجة ولديها أبناء، ولديها الكثير من المشاكل بينها وبين زوجها، كما أخبرتني وقتها؛ فهو يشرب الخمر دائما، ويقوم بضربها وضرب الأولاد… في البداية كان ما يجمعنا مجرد صداقة، واستمرت علاقتنا سنتين تقريبا، ثم اكتشفت أني أحبها كثيرًا، ولا أستطيع الاستغناء عنها، صارحتها بهذا الشيء، هي رفضت في البداية بحكم كون كل منا متزوجًا، ولكن في نهاية المطاف بادلتني هذا الحب بحب أكبر منه. المشكلة أننا تعلقنا ببعض كثيرًا، وأصبحنا لا نستطيع الافتراق بل مجرد التفكير به مرفوضا، وفي الوقت نفسه كل منا يريد أن يحافظ على بيته من أجل الأولاد فقط لا أكثر، ولا نريد أن نفعل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، فما الحل؟ أرجوكم ساعدوني، واعذروني على الإطالة مع الشكر. الجواب
أشكرك أيها الأخ السائل على سؤالك وعلى صراحتك معنا، وأعانك الله على هذا الموقف الصعب الذي أنت فيه. أريد أن أسألك أولا: ما هي توقعاتك من جوابي على سؤالك؟ وأنت الإنسان الناضج والذي يحاول الحفاظ على دينه وعفافه ووفائه لزوجته وأولاده. اسمح لي أيها الأخ أن أكون صريحًا معك، وأسألك: لقد مضى على زواجك من زوجتك 14 عامًا وهي بمستوى الثالث الابتدائي، فأين وصلت معها في الثقافة والاطلاع بعد هذه 14 سنة؟ فهي لا شك قد اكتسبت منك الكثير، هل أتحت لها فرصة النمو الثقافي والمعرفي بحيث تتوثق بينكما أواصر التفاهم والمودة؟ وإذا لم تكن هي قد اكتسبت شيئًا فهل من العدل أن تلقي اللوم عليها هي الزوجة التي أفنت هذا العمر في رعايتك ورعاية أولادك؛ لأن هذا هو ما طلبته أنت منها؟ ولم تهتم بأن ترفع مستواها الثقافي وتبذل شيئًا من الجهد إن كان الأمر يهمك؟ وكما تلاحظ يا أخي، أنني أحاول التركيز على إصلاح ذات البين بينك وبين زوجتك؛ فأنا لا أرى أملا أبدًا في علاقتك بالمرأة الثانية مهما وصل بينكما التفاهم وغيره، فهي لها زوجها وأولادها، وأنت لك زوجك وأولادك، وكلاكما حريص على أسرته، هب أيها الأخ أن هذه السيدة رحلت عنك غدًا لسبب من الأسباب، فأين المصير؟ وماذا ستفعل؟. وقد تشير علاقتك بهذه المرأة الثانية إلى حاجة كليكما إلى من يتحدث معه، ويبوح له عما في نفسه وحياته، ويمكن أن يتحقق هذا عن طريق الحديث لصديق صدوق أو لإخصائي نفسي، ولكن دون الارتباط بامرأة أخرى وعلاقة محرمة كما تعلم، وأرجو أن تنصح هذه المرأة الثانية بهذا الأمر، وبأن تطلب المساعدة لإصلاح مشكلات سلوك زوجها من سُكْر وضرب، ولكن دون الارتباط برجل آخر، فهذا إنما يعقد المشكلة أكثر. الأخ الكريم، إن كنت صادقًا مع الله ومع نفسك فابتعد فورًا عن هذه المرأة الثانية، ولا تتبع خطوات الشيطان الذي يزين لك الخبيث، وابتعد عن هذه العلاقة التي لا يرضى الله عنها مهما كلفك ذلك من عناء نفسي وآلام، وابتغ الأجر عند الله إن كنت مؤمنًا به وبيوم الحساب. لا بد وأن في زوجتك الكثير من الخصال الحميدة رغم تدني المستوي التعليمي، ولكن المعرفة الأكاديمية ليست هي كل شيء في الحياة، رغم أهمية الكفاءة بين الزوجين في المستوى الثقافي وفي كل المستويات، وهذا ما يدعو إليه الإسلام الحنيف، وربما لو تعرفت على هذه المرأة الثانية عن قرب لوجدت أيضًا الكثير من المواصفات التي لا ترتاح إليها وهكذا البشر!. إنني أتفهم تمامًا مشكلاتك مع زوجتك وهو أمر أعرفه كثيرًا من عملي في العيادة النفسية، ومن العمل مع كثير من الأزواج، واسمح لي أن أقول لك بأن الاختلاف في العلاقة الزوجية أمر طبيعي، ويجب أن لا يدفعنا إلى إنهاء العلاقة طالما أن هناك فرصة للإصلاح، وخاصة بوجود الأولاد، ولكن علينا أن نسعى لمزيد من التفاهم بين الزوجين. وهناك أشياء كثيرة تعين على التفاهم بين الزوجين كالكتب المتخصصة والمحاضرات وورشات العمل الخاصة، والتي لم تأخذ بعد دورًا وحيزًا في عالمنا العربي، ولكن الكتب المتخصصة موجودة ويمكنك مراجعة بعضها، ومنها كتابي "التفاهم في الحياة الزوجية"، وهو من مطبوعات المكتب الإسلامي بيروت (2000) أو وغيره من الكتب، ويمكن أيضًا إذا وجدت العزيمة من نفسك ومن زوجتك مراجعة إخصائي نفسي للسعي إلى تفعيل طبيعة العلاقة الزوجية بينكما. أدعو الله أن يسدد رأيك للصواب، ويلهمك التصرف الصحيح، والذي لا يغيب عنك وهو واضح في مضامين سؤالك | |
|