التربية البدنيــة للنســـاء .. حــق وليـس رفـاهيـة

وصول نسبة البدينات الى 51% وأسر لازالت تمنع بناتها من (المشي)
التربية البدنيــة للنســـاء .. حــق وليـس رفـاهيـة

زين عنبر (جدة)


هل وجود ناد رياضي للنساء في كل حي يحل ازمة (البدانة) المرتفعة في المملكة? سؤال يستدعيه تواصل الاحصائيات التي تشير الى نسبة عالية من البدينات السعوديات وقد وصلت نسبتها في اخر احصائية لوزارة الصحة 51%.
السبب الرئيسي لهذه النسب المرتفعة يتشكل من سلوكيات وتراكمات مختلفة لعل ابرزها:
- الكسل والعامل النفسي
- قلة الوعي بحق جسدنا علينا
- منع الأسر بناتهن ممارسة الرياضة لاسيما المشي في الاماكن العامة
- غياب الأندية الرياضية النسائية عن الأحياء
- عدم القدرة المالية على الاشتراك في عضوية النوادي الصحية.
وكل نقطة من هذه النقاط تفتح بدورها اسباباً اخرى, فـ(البدانة) بوابة لامراض يصعب حصرها وتداعياتها.
بالمقابل تتنوع الحلول التي تطرحها المرأة لمواجهة هذه المشكلة, فهدى مثلاً, تقترح انشاء ناد رياضي في كل حي تتوفر فيه الاجهزة الرياضية اللازمة مع ضرورة صيانتها باستمرار كما ان هذه الاندية تفسح المجال لتوظيف الفتيات العاطلات عن العمل خاصة خريجات اقسام التغذية اللاواتي بامكانهن مساعدة النساء على تناول الطعام الصحي الى جانب ممارسة الرياضة.

مشي
المشكلة تتسع عند هوازن , فمن خلال تجربتها تقول: كنت امارس رياضة المشي يومياً لكن بعد تعرضي الى معاكسات تجرح حيائي وعلم اسرتي بالأمر منعوني من مواصلة الرياضة.. وتتساءل: لكم ان تتخيلوا ماذا سينتج عن منع المشي وعدم توفير فرصة عمل والمواظبة على مشاهدة التلفزيون.. النتيجة: بدانة واجساد مترهلة.
المدارس
لمياء طالبة في المرحلة الثانوية سألت: لماذا يقتصر نشاط الرياضة البدنية على المدارس الأهلية فقط?.. لمياء تطمح ان يراعي في المباني الجديدة للمدارس وجود امكنة مخصصة لممارسة الرياضة لاسيما المشي, واعتماد حصة رسمية في ذلك بالمقابل اكدت السيدة هادية (ربة منزل) ان الرياضة مطلب صحي ويجب تضافر الجهود للتوعية ببمارستها من خلال تنظيم حملات دعائية توعوية في الطرقات ووسائل الاعلام والمدارس والجامعات.
رشيقات للزواج
وتتوسع السيدة لطيفة (ربة منزل) في تناول الموضوع فتشير الى ان عدم ممارسة النساء للرياضة ينعكس سلباً على مستقبلهن وتقول: ان الشباب يطلبون في الغالب فتيات رشيقات للارتباط بهن. وتحذر لطيفة من الوجبات السريعة وكثرة تناول الشكولاته لافتة الى ان ذلك يسبب ارتفاعاً بالدهون مع ندرة النشاط الرياضي.
علموا اولادكم
من جهة اخرى, تفسر استاذة الدراسات الاسلامية بكلية التربية والداعية الدكتورة سناء كامل قول عمر: (علموا اولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل) ان المعنى اللغوي لكلمة (اولادكم) حسب قول العرب - الابناء الذكور والاناث, ووفق ذلك تؤكد انه لا مانع من ممارسة الفتاة للنشاط الرياضي في اطار الالتزام بالضوابط الشرعية لاسيما من حيث اللباس وقالت: ان السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تمارس رياضة المشي وهي من احد انواع المناشط الرياضية.
مخاطر جسدية
من جانبها نفت اخصائية طب النساء والولادة الدكتورة عائشة متولي ان يكون هناك مخاطر جسدية او عضوية من ممارسة النساء الرياضة وقالت: لا يمكن ان يحدث امر كهذا الا في حالة السقوط المباشر على جسم صلب وقد لا يكون للنشاط اوالممارسة الرياضية علاقة في ذلك.
واضافت: نحن اطباء النساء والولادة ننصحح دائماً النساء القيام بحركات جسمانية رياضية لتنشيط العضلات والاطراف والمفاصل وحركة الدورة الدموية لا سيما في حالة تعثر الطمث. مشيرة الى وجود الكثير من الدراسات العلمية التي تؤكد ان الرياضة تساعد على تقوية عضلات الرحم وبالتالي تساهم في دفع الطمث للخارج.
منظمة الصحة
الدكتورة عائشة تستشهد بتقارير لمنظمة الصحة العالمية التي تثبت ان الرياضة لا تعتبر من الكماليات ومظاهر الرفاهية وتشير الاحصائيات الى ان قلة الحركة من الاسباب العشرة الرئيسة للوفيات في العالم اذ ينجم عنها وفاة نحو مليوني شخص سنوياً.
وتوضح الدكتورة عائشة ان النشاط الرياضي فعل حركي بدني لا يشترط ان يخضع للنشاط التنافسي وقوانين الرياضة ويكن ممارسته داخل المنزل وهو حق مشاع للافراد كافة من الجنسين.
وتبين ان ايجابيات ممارسة الرياضة عديدة منها رفع كفاءة اداء وظائف الجسم وتحسين القدرة الاستيعابية وتنشيط الذاكرة لاسيما عند الطلاب والطالبات كذلك تساهم في تحسين مظهر الجسد مما ينعكس ايجاباً على النواحي النفسية.