روعه فى حضن روما ( المستشار الادارى لاداره همسات )
عدد الرسائل : 257 العمر : 37 السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 04/11/2007
موضوع: غابت .. السماء الجمعة يناير 11, 2008 3:38 pm
... لم تكن قد رأت أصيلا من قبل لكن انبهارها لم يبدأ إلا حين وصلت إلى شاطئ هذه المدينة الساحرة ولم تتحمل المزيد من الدقائق لتلامس قدميها الصغيرتين ماء البحر فأطلقت العنان لساقيها وركضت سريعا ولم تنتبه إلى انفلات رباط شعرها الحريري فانطلق الأخير من خلفها متطايرا، لاهثا يبغي لحاقها ، لكنها حين انحنت لتلامس بأصابعها الرقيقة مياه البحر أحست به ناعما على وجنتيها و لكنها لم تأبه به فقد كانت مأخذوة بالمنظر المدهش الموجود أمامها... هكذا رأيتها أول مرة: تحفة فنية سبحان من صورها ... ولوهلة أحسست أن المكان خلى إلا من كلينا ، ولغيت عامل الوقت والمكان ، وتخيلت أن البحر قد انسحب وأصبحنا نقف على بساط من الورود الحمراء..إلى أن أيقظني نداء أصدقائي من حلمي.. وأنا أجيب نداءهم التفت إليها طالبا نظرة أخيرة ، فإذا بها تنظر إلي : لم تتعد نظرتها إلي الثانية ، لكن هذه الثانية كانت كفيلة بأن تنقش نظرتها الساحرة في ذاكرتي . عيناها كانتا زرقاوتين كلون هذا البحر الذي كان مهد أحاسيس جديدة ولدت في قلبي ؛ وأنا في غمرة احتفالي بالمولد السعيد لمشاعري، أشارك البحر والنسيم وطيور النورس، إذا بأصدقائي ينادونني من جديد، فاستجبت لهم هذه المرة وانسحبت من حفلتي تاركا لهذه الأميرة البساط كله تحتله عن طيب خاطر.
...ومرت الأيام وانا لا أعرف عنها سوى مقلتاها الساحرتان ومنظرها الرائع وهي على الشاطئ ؛ وذات يوم وأنا في طريقي إلى عيادتي قررت أن أغير مساري فاتخذت طريقا طويلا..وإذا بي ألمحها في متجر لبيع ملابس الأطفال وهي تقيس تنورة لفتاة صغيرة والبسمة ملء شفتيها..أجل رايتها: هي..لا تزال هي..التحفة الرائعة الصنع ، رأيتها وخفق القلب لمرآها رأيتها وفرحت العين للقياها ومنذ ذلك اليوم اتخذت قرارا بأن يكون هذا هو طريقي المعتمد إلى عيادتي كنت كل يوم ابدأ صبيحتي بالنظر إليها وهي تعمل بنشاط. واعترفت تدريجيا لنفسي اني اهواها. ...لم يكن ظاهرا حبي لها، كان امري مبهما ، كنت امر امام مكان عملها وأتوقف وكأني اتفحص الملابس ولكني كنت اتفحص بائعتها ، كنت انظر إليها و عيناي تشكي من الوجد والهيام ، وهكذا كنت استمد الحياة من عينيها . وذات مرة أحست بأن هناك عينان ترقبها فتوقفت تنظر إلي ..، هل كانت تدرك ما بي؟ .. تمنيت منها كلمة استفسار ، لكنها لم تأبه وعادت إلى عملها وأدركت أنا أنني فسرت الأمور على هواي فقط. ... ومرت الأسابيع والشهور وانا على حالي ، إلى أن جاء قرار تعييني ضمن الأطباء الذين سيذهبون في بعثة للتكوين في الخارج على أجهزة طبية عالية التكنولوجيا؛ ذهبت تاركا عيادتي لصديق وتاركا ملهمتي في رعاية الله، يطوف بها قلبي وفكري وروحي كانها كواكب تستمد حياتها من شمس لا تغيب. ... ومرت سنة في الخارج وأنا أكابد شوقي ..وعزمت على إخبارها حين عودتي عن مشاعري الرضيعة المحتاجة إلى حليب رقتها وحنانها وحبها.. ...وحين عودتي هرعت إلى المتجر أبغي لقياها فإذا به قد تحول إلى متجر لبيع الأجهزة الإلكترومنزلية ..وهي؟..أين هي من كل هذا؟..أين ذهبت ؟ أين غابت؟.. ...ومرت الأيام وكنت كلما ذهبت إلى البحر يذكرها قلبي وأذكر منظرها على الشاطئ ونظرتها الفاتنة، وكلما اقتربت من المتجر سبقتني روحي فتامر عيناي بالنظر إليه وتحث ذاكرتي على تذكر ابتسامتها الرقيقة التي طالما وزعتها على الأطفال ..كانت ذكراها تمر بخاطري كالإعصار لا تخلف وراءها إلا الدمار . ...ومرت السنون،بحثت فيها عن نظرتها في عيون ألف فتاة وفتاة وبحثت فيها عن ابتسامتها في شفاه ألف امرأة وامرأة ولم أجدها.ولم أعد أجيد إلا سؤالا واحدا: أين هي؟ وصار هدفي هو الإجابة؛ وفي صبيحة احد الأيام الصيفية الحارة وانا في مقهى يطل على البحر وفنجان قهوتي أمامي وذكراها تؤنسني إذا بي ألمح وجه رجل خطت فيه السنون عباراتها بوضوح، وتذكرته إنه صاحب المتجر الذي كانت تعمل لديه..تذكرت ذلك الرجل الذي كان يحمل الأطفال فوق مكتبه عند شراءهم للملابس . وعزمت على سؤاله واستجمعت فتات قواي الذي شتتها اعصار ذكراها في قلبي، وبدات الكلام: ـ صباح الخير ورد علي العجوز بنبرة أتعبها الزمن ونظرة لا مبالية: ـ صباح الخير ودون مقدمات كاذبة جلست وبدأت بالسؤال: ـ أريد سؤالك عن فتاة كانت تعمل لديك في متجرك. ـ لقد عملت لدي أكثر من فتاة واحدة في متجري ـ لا.. إنها فتاة مميزة،عملت لديك منذ حوالي خمس سنوات مضت وفجأة تغيرت نظرة العجوز من اللامبالاة إلى الجدية و نبرته من التعب إلى الحماس وقال: ـ لا بد أنك تقصد(سماء). إذن فإن اسمها كان (سماء) ..يا له من اسم فريد ومميز مثلها ـ أجل لابد أنها هي وقال العجوز: ـ ألا تعرف إسمها؟! وأجبته بأسف حقيقي ـ لا..للأسف.. ولأتكد من انها هي بدأت بوصفها قائلا: ـ إنها فتاة.. فقاطعني قائلا: ـ نظرتها تملأ الدنيا دفئا وابتسامتها تشرح الصدور لا يملك الناظر إليها إلا أن يسكنها قلبه راضيا مرضيا، روحها البريئة تدخل السكينة للنفوس..كانت لا تنسى وقت أخذي لدوائي، كان مرحها وهي تعطيني إياه يحببني في مرضي ودوائي. ـ لقد أحببتها انت ايضا أيها العجوز ـ أخبرني أنت من يمكنه ألا يحبها ، حبها يتسلل إلى القلوب في سرعة البرق ـ أجل إنها هي بوصفك الدقيق لها..لها عينان زرقاوان بزرقة إسمها (سماء)..أين هي؟..أرجوك أجبني أيها العجوز؟ ـلقد ماتت، وهي تنقذ تلك الفتاة الصغيرة من موت محتوم عندما كادت تصدمها السيارة ولكن شجاعتها كانت أكبر من أن تنسى.. وراح يتمم قصته عن شجاعتها اما انا فلم أدرك من كلامه إلا عبارة (ماتت)..نطقها بهذه السهولة دون أن يعرف ماذا تعني.. نطقها ولم يدرك أن الزمان توقف عند عبارته.. لفظها ولم يدر أنني تلاشيت بسماعها.. ماتت..؟!ماتت..؟..يعني توقف القلب..يعني ضياع الذاكرة .. يعني ذهاب الروح..يعني موت الحياة..فهل تموت الحياة؟؟؟؟....يعني انا مت ولم أعد.. واستيقظت على قوله: ـ هي ماتت وارتاحت وخلفت لي التعب: طلبت مني وهي تلظ أنفاسها الأخيرة بين يدي أن أقول له بالحرف: "لقد كان صمتك الخجول من وراء الزجاج يخبرني بكل الأشاء.. فلماذا اخترت النظر من بعيد؟" وأكمل العجوز كلامه: وانا الآن أبحث عن ضالة لاأعرف عنها حتى إسمها. تركت لي رسالة ..رسالة لي أنا.. كلماتها تحمل آخر زفراتها.. آخر حروفها كانت لي انا .. غبت عنها فخارت قواها..رحلت عنها فضاعت روحها وضللت انا روحي...وقلت له ـ أنت يا عماه وجدت الضالتين معا، اما انا فأضعت الأولى بالنظر من بعيد وسأضيع الثانية لأني اخترت النظر من بعيد. وقمت تاركا إياه ليرتاح من عناء بحثه في سلام. ولكني استدرت إليه من جديد قائلا: ـ أنت يا عماه أحببتها في علن ، سمعت صوتها مرارا ، وكان لك الشرف العظيم أن تموت بين يديك..أنت يا عماه أتقنت دورا لم يؤلف لك..ولكن الجبناء يرضون بمجرد النظر من بعيد..والجبناء لا مكان لهم في الدنيا. واستمرسيري إلى ان وصلت إلى عيادتي وجلست وما انا إلا أحمل قلما وورقة وأكتب اعترافا لم تتح لي فرصة نطقه بلساني أو ربما هي كانت شجاعة ..فحتى رسالتها الأخيرة نطقتها بلسانها أما انا ( الجبان) سأخلفها مكتوبة على الورق سأخلف قصتي على الورق فإذا وقعت بين يديك أيها الشجاع فمزقها ولا تهتم بها وإذا وقعت بين يديك أيها الجبان فاعلم ان الحب والسعادة حصان لايركبه إلا الشجعان . كتبت قصتي ودعوت الله أن انام وأحلم والا أستيقظ أبدا .. أبدا .. أبدا ...
واستجاب الله لدعائه
تمت بحمد الله
عدل سابقا من قبل في الإثنين يناير 14, 2008 5:22 am عدل 1 مرات
الصمت بعيونى كلام نجم نجوم المنتدى ( شقيق المدير العام )
عدد الرسائل : 775 العمر : 39 السٌّمعَة : 6 نقاط : 9 تاريخ التسجيل : 06/09/2007
موضوع: رد: غابت .. السماء السبت يناير 12, 2008 6:16 pm
اجمل احساس وارق واجمل كلمات عبرت عنها اجمل قلب القلب الكبير اتمنى لكى مزيدا من التوفيق ديما
روعه فى حضن روما ( المستشار الادارى لاداره همسات )
عدد الرسائل : 257 العمر : 37 السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 04/11/2007
موضوع: رد: غابت .. السماء الأحد يناير 13, 2008 3:16 pm
عدد الرسائل : 244 العمر : 39 الموقع : تونس الخضراء العمل/الترفيه : الانترنت الرياظة المزاج : الحمد لله السٌّمعَة : 0 نقاط : 2 تاريخ التسجيل : 16/08/2007
موضوع: رد: غابت .. السماء الإثنين يناير 14, 2008 7:13 am
3azizati raw3a 9isa ra23a wa ragma kawniha 7azina 9alilan ila anaha moshawi9a mashkora 7abibti wbitmana lik tawfi9 ta7iyati
روعه فى حضن روما ( المستشار الادارى لاداره همسات )
عدد الرسائل : 257 العمر : 37 السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 04/11/2007
موضوع: رد: غابت .. السماء الثلاثاء يناير 15, 2008 5:06 am
عدد الرسائل : 7133 العمر : 34 الموقع : العمل/الترفيه : الانترنت المزاج : التسلية مع اعضاء همسات عرب السٌّمعَة : 10 نقاط : 1511 تاريخ التسجيل : 17/08/2007
موضوع: رد: غابت .. السماء السبت فبراير 09, 2008 2:52 am
روعه فى حضن روما ( المستشار الادارى لاداره همسات )
عدد الرسائل : 257 العمر : 37 السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 04/11/2007
موضوع: رد: غابت .. السماء الأحد فبراير 10, 2008 12:10 pm
مغرورة بس معذورة المراقب العام
عدد الرسائل : 7133 العمر : 34 الموقع : العمل/الترفيه : الانترنت المزاج : التسلية مع اعضاء همسات عرب السٌّمعَة : 10 نقاط : 1511 تاريخ التسجيل : 17/08/2007
موضوع: رد: غابت .. السماء الثلاثاء أبريل 22, 2008 8:57 am
زهرة الوادى مشرفة ( الجمال والاناقة )
عدد الرسائل : 1311 العمر : 34 الموقع : همسات:::::::::::::: عرب العمل/الترفيه : القراءة المزاج : الحمد لله السٌّمعَة : 9 نقاط : 181 تاريخ التسجيل : 05/06/2008
موضوع: رد: غابت .. السماء الثلاثاء يونيو 10, 2008 2:29 am