منقول للافادة
رعاية المسنين في الإسلام عبادة وعمل إنساني نبيل
________________________________________
الإسلام دين السماحة لم يدع جانب الرعاية للمسنين دون ان يتعرض له بل لقد اولاهم جل اهتمامه فقال (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا اياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) سورة الاسراء /23-24 وهي دعوة تحرص اشد الحرص على توفير العناية والرعاية لكبار السن وتحضنا على ان نتجنب الالفاظ التي تسبب لهم آلاما نفسية وان نحاول ادخال السرور على نفوسهم وان نحسن معاملتهم نكثر من الدعاء لهم لان الاسلام يدرك انهم في هذه المرحلة يحتاجون الى القول اللين والوجوه الباسمة لما لذلك من اثر طيب على نفوسهم فيشعرون بالرضا والسعادة بل لقد جعل الاسلام هذه الرعاية مقرونة بعبادة الله عز وجل ولاسيما ان المنهج الاسلامي يحتوي في ثناياه على مبادئ الذوق الرفيع ويصون الحقوق ويدعو للرحمة والالفة والمحبة والتضامن والتكافل فلم يدع كتاب الله امرا يهم المؤمنين ويحقق لهم النفع الا وبينه مصداقا لقوله تعالى: ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) النحل / 89 والرسول صلى الله عليه وسلم حريص على مايحقق الامن والسعادة لامته فجاء في القرآن الكريم قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) النور/ 128 .
وهو ما يوضح بجلاء الى اي مدى يحرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تحقيق التوافق والبر والرحمة بين افراد امته ليعلو ويرتفع شأنها ولقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الى ان نحسن معاملة المسنين وان نوقرهم فجاء في الحديث الشريف عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا) رواه ابو داود والترمذي.
وهي بلا شك دعوة تتجلى فيها روح الادب والوقار ونبل الخلق وتنظيم العلاقة بين الكبير والصغير.
وفي حديث اخر عن انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما اكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه) رواه الترمذي. لان الاسلام يحفظ الحقوق ويقدر دور المسنين والآباء في عطائهم فأوجب على المجتمع توفير الرعاية لهم في فترة ضعفهم. ولقد كان ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما يستنيران برأي الشيوخ حين تختلط الامور عليهما لثقتهما في خبرة الشيوخ كما كان ابو بكر رضي الله عنه مثالا للابن البار فلم يجلس وابوه واقف بل كان يوقره ويحسن معاملته. ورعاية المسنين تعتبر حقا مكفولا لهم ولم يغفله المشرع كما انه في عنق الشباب والمجتمع حق ودين ينبغي على الشباب والمجتمع الوفاء به ولقد تضمن قانون الاحوال الشخصية في معظم المجتمعات المتقدمة بعض الحقوق للشيوخ وأوجب على الابناء والشباب الالتزام بها. ولان الاسلام يجمع بين الجوانب العبادية الاجتماعية والاخلاقية الخ فان رعاية المسنين تعد عبادة وعملاً انسانيا نبيلا لانه من غير المعقول ان يهمل المجتمع طائفة من الناس قدمت له الكثير في شبابها وعندما يعتريها الضعف يتخلى عنها