علي إيقاع ضربات التنس

علي إيقاع ضربات التنس
عودة صفقة القرن بين إسرائيل وقطر
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><tr><td></TD></TR>
<tr><td align=middle>ناقلات عملاقة ستنقل الغاز
من قطر إلي العقبة وإيلات</TD></TR></TABLE>
إيهاب فتحي
[b]عندما تكون المصالح بين الدول فالسياسة والاقتصاد حتي الرياضة تصبح في خدمة المصلحة وماوراءها من مليارات وأمن وعلاقات.. تتراجع الخلافات، تتحول المواقف، المهم الفائدة.. فعندما كانت اللاعبة الإسرائيلية شاحر بير تمسك بمضربها وتلعب مباراتها الأولي في بطولة قطر المفتوحة للتنس كانت هناك مباراة أخري ولكن في ملعب آخر.. ملعب الطاقة وبدلا من حساب النقاط في مباراة للتنس كان حساب المكاسب السياسية والمليارات في مفاوضات صفقة القرن بين قطر وإسرائيل لتوريد الغاز الطبيعي للدولة العبرية من الحقول القطرية.
[b]لا جدل في أن موارد الطاقة أصبحت كلمة السر في نسج شبكات المصالح، ورسم خرائط سياسية جديدة في الشرق الأوسط. وبالتأكيد فإن لإسرائيل حسابات رئيسية في لعبة الطاقة في تلك المنطقة: فهي تعاني من فقر شديد في موارد الطاقة، بالإضافة لمعوقات حصولها علي البترول إلا من خلال تكاليف عالية رغم تواجدها في قلب الحزام البترولي الأغني في العالم، غير أنها لا تمتلك علاقات سياسية تسمح لها باستيراد احتياجاتها النفطية مباشرة من دول الجوار.
ومن ثم تضطر إسرائيل للحصول علي النفط من مناطق إنتاج بعيدة، مما يعني مزيدا من التكاليف، لا تسمح  بالتبعية  بأوضاع أقتصادية ناجحة. وفي الوقت نفسه وحسب الخطة الإسرائيلية طويلة الأمد (المعروفة بخطة 2020 ) والتي تستمر قرابة اثني عشر عاما قادمة، فإن الحصول علي مصادر طاقة ثابتة وفي الوقت نفسه اقتصادية التكاليف يبقي هوالأساس والفيصل في نجاح تلك الخطة.هذا فضلا عن عامل آخر يضغط وبشدة علي إسرائيل في سعيها المحموم لتأمين مصادر الطاقة. فرغم التقدم الذي أحرزته في مجالات علمية واقتصادية متعددة، لكنها تظل دولة متخلفة في مجال الكهرباء، ولا يزال سكانها يعانون من الانقطاع المستمر والمتكرر للتيار الكهربائي.

***
ويأتي الرفض المصري لربط إسرائيل بشبكة الكهرباء الموحدة في المنطقة بمثابة إغلاق باب النجاة الوحيد لأزمتها الكهربائية المزمنة. وبالتالي لم يكن مستغربا أن تبحث إسرائيل عن مشاريع استراتيجية تؤمن حصولها علي احتياجاتها من الطاقة مستقبلا. فوضعت الغاز الطبيعي كمورد أول بالنسبة لها،وذلك انطلاقا من عدة اعتبارات منها: اشتراطات البيئة، والرغبة في عدم استهلاك مساحات كثيرة من الأرض في إقامة مصافي لتكرير البترول، إضافة لتذبذب الأسعارالعالمية في بورصات الطاقة.
وعلي الرغم من أن إسرائيل قد وقعت اتفاقية لضخ الغاز المصري إليها، فإنها لا تتخذها أساسا تبني عليه حساباتها وخططها الاقتصادية: خوفا من أن يتحول الغاز المصري لورقة ضغط سياسي، إلي جانب إمكانية الامتناع عن الضخ أو حدوث أزمة ما. فالسلام البارد بين مصر وإسرائيل لا يمنح الدولة العبرية الشعور بالأمان لتعتمد عليه كلية. وكانت البوادر مع أول أيام التشغيل: فتضاربت المعلومات حول بداية ضخ الغاز من عدمه، في الوقت الذي أجلت فيه إسرائيل الاحتفالية التي كانت تنوي إقامتها بمناسبة بدء تشغيل المشروع.
ومن الواضح أن الحسابات الإسرائيلية في استيراد الغاز الطبيعي باتت تضع دول الخليج العربي كهدف أول لها ، وعلي رأس تلك الدول تأتي دولة قطر ومخزونها من الغاز إذ تمتلك ثالث احتياطي علي مستوي العالم.وبالرغم من أن قطر لا تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، وتكتفي بتواجد مكتب تمثيل تجاري للدولة العبرية في العاصمة الدوحة منذعام 1996 جاء افتتاحه في أعقاب الزيارة الشهيرة التي قام بها شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي الحالي  إلي قطر آنذاك، إلا أن حجم التمثيل الدبلوماسي المتواضع بين قطر وإسرائيل لم يمنع استعداد البلدين لإقامة المشروع الأضخم في المنطقة لاستيراد الغاز القطري واستخدامه كمورد رئيسي للطاقة في الدولة العبرية.
واللافت أن الأخبار التي ذكرتها العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية أواخر الشهر الماضي عن البدء في اتخاذ خطوات جادة لتنفيذ المشروع  الذي تتجاوز استثماراته مليارات الدولارات  لا تعتبر بأي حال من الأحوال مفاجأة كاملة: فإرهاصات مشروع الغاز بين قطر وإسرائيل بدأت في العام 1996 عبر مفاوضات سرية وقتها بين الإسرائيليين والقطريين برعاية أمريكية لاستيراد الغاز القطري المسال بواسطة الناقلات، ثم تفريغه في منطقتي العقبة الأردنية وإيلات، قبل أن يتم نقله عبر خط أنابيب ضخم إلي البحر المتوسط ومنه إلي أوروبا.
وكان العراب الأمريكي للمشروع في ذلك الوقت هو وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر الذي كان محاميا لشركة إنرون الأمريكية والتي كانت ستتولي استخراج الغاز. كما قام بيكر كذلك بإدارة المفاوضات بين القطريين والإسرائيليين ومع الجانب الأردني الذي كان يتوقف عليه جانب مهم في تنفيذ المشروع وإنجاحه، لكن المشروع توقف وقتها لحسابات سياسية واقتصادية أعاقت إنجاحه علي أرض الواقع.
وفي الشهر الماضي عاد المشروع القطريالإسرائيلي ليطرح نفسه بقوة، خاصة في ظل التحسن والتنامي الواضح في العلاقات القطرية الإسرائيلية ولعل أبرز مظاهره في الفترة الأخيرة ما تمثل في دعوة لاعبة التنس الإسرائيلية شاحر بير للاشتراك في بطولة قطر المفتوحة للتنس كأول لاعبة إسرائيلية تشارك في بطولة للاتحاد الدولي لتنس السيدات تنظمها دولة خليجية. والمثير أن شاحر قد دعيت من قبل للمشاركة في البطولة ذاتها، غير أن أداءها لفترة الخدمة بجيش الدفاع الإسرائيلي قد منعها من ذلك!
ونظرا للاستقبال الحسن الذي لاقته اللاعبة من الجانب القطري أثناء فاعليات البطولة بعث وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي برسالة شكر إلي ولي العهد القطري (رئيس اللجنة الأوليمبية) باسم دولة إسرائيل واسمه امتنانا لاستضافة شاحر بير جاء فيها: بودي أن أشكركم علي دعمكم المستمر للرياضة في إسرائيل ببناء ستاد الدوحة في سخنين  المدينة التي فاز فريقها بكأس إسرائيل لكرة القدم منذ ثلاثة أعوام  وغيره من المشاريع. هكذا أنتم تدعمون الشبيبة في إسرائيل وتدعمون أيضا التفاهم بين الدولتين. في هذه المناسبة أود أن أتوجه لسموكم بالاستمرار في هذا الدعم الكريم بمشاريع رياضية إضافية مثل دعوة فريق كرة السلة من طلاب الجامعات من قطر إلي بطولة الألعاب الدولية لطلبة الجامعات والتي سوف تجري في شهر آيار (مايو) القادم في إسرائيل، كذلك دعوة منتخب إسرائيل لكرة القدم للعب في قطر ولفاعليات مشابهة. طبعا يمكن التنسيق لذلك في الوقت القريب بواسطة مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في الدوحة .

***
ويبدو أن ارتفاع مؤشر جودة العلاقات القطريةالإسرائيلية علي المستوي الرياضي تزامن مع إحياء مشروع تصدير الغاز القطري إلي إسرائيل، وهو ما أوضحته تقارير صحفية وإعلامية إسرائيلية من قيام مجموعة آي. دي. بي برئاسة رجل الأعمال الإسرائيلي نوحي دنكنر التي تمثل بنك Israel discount bank" (أحد أكبر ثلاثة بنوك في إسرائيل) باتصالات مع جهات قطرية لاستيراد غاز طبيعي سائل من قطر إلي إسرائيل بقيمة مبدئية للمشروع تقدر بملياري دولار أمريكي وتصل حتي 30مليار وقد انضمت إلي مجموعة آي. دي. بي في إجراء تلك الاتصالات وزارتا الخارجية والبنية التحتية في إسرائيل. وفي حال نجاح الاتصالات وبداية المشروع فمن المفترض تأسيس شركة تتولي التنفيذ والإدارة تكون خاضعة بشكل مباشر لإشراف نوحي دنكنر ورقابته.
ولا يعتبر اسم دنكنر بعيدا عن اتصالات الغاز الأولي بين القطريين والإسرائيليين في التسعينيات: إذ كان يمتلك ساعتها إحدي شركتين كانتا ستتوليان أعمال المقاولات وإنشاء محطات تسييل الغاز وخطوط الأنابيب. ولكن دنكنر في عام 2008 عاد ليصبح المهيمن علي المشروع بالكامل، حيث تبحث مجموعته آي. دي. بي الإسرائيلية حاليا التعاون مع شركة قطر للغاز (المسئولة عن تصدير الغاز القطري، وتمتلك الحكومة القطرية 90 % من أسهمها فيما تمتلك شركة توتال الفرنسية ال 10 % الباقية).
وبحسب صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فإن هذا المشروع الطموح سيمثل بعدا استراتيجيا هاما بالنسبة لمجموعة آي. دي. بي لأنه يفتح لها مجالات جديدة للاستثمار ويقربها من الشركات الكبري الصاعدة في الاقتصاد العالمي، ومن الصناديق الحكومية لدول الخليج .
ولضخامة المشروع القطريالإسرائيلي فإنه سيتم علي عدة مراحل: أولها استخراج الغاز من الآبار القطرية، ثم تسييله ونقله إلي ميناء العقبة بواسطة ناقلات الغاز، ثم إعادته مرة أخري للحالة الغازية ، بينما ستنصب المرحلة الأخيرة علي نقله في أنابيب إلي إسرائيل.

***
وتري التقارير الإسرائيلية أن المشروع يعد أحد ثمار الأفكار التي يشملها مشروع رؤية الشرق الأوسط الجديد والذي ظهر قبل سنوات علي هامش انعقاد المؤتمر الاقتصادي الإقليمي للشرق الأوسط بالعاصمة القطرية الدوحة. وأن تلك الفترة قد شهدت إجراء وزارة الطاقة الإسرائيلية أبحاثا اقتصادية شاملة حول جدوي المشروع . وفي ظل المخاطر السياسية والتكلفة الاقتصادية وقتها استقر رأي المسئولين الإسرائيليين علي عدم المضي في المشروع، الأمر الذي تغير مع ارتفاع أسعار الطاقة بشكل حاد وتحسن واستقرار العلاقات بين قطر وإسرائيل، ومن ثم أعيد طرح المشروع من جديد.
ومايعطي دلائل علي جدية الاتصالات الجارية حاليا من قبل مجموعة آي. دي. بي الإسرائيلية أن المجلس الإسرائيلي المصغر للشئون الاقتصادية والاجتماعية طرح عطاء دوليا لإمداد إسرائيل بالغاز الطبيعي السائل تنتهي إجراءات ترسيته علي إحدي الشركات منتصف العام المقبل، كما أعلن وزير البني التحتية الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر أن العطاء الضخم الجديد يهدف إلي تقليص اعتماد إسرائيل استراتيحيا علي الجهات التي تمدها حاليا.
ويبدو أن حظوظ إتمام مشروع الغاز القطري الإسرائيلي في العام 2008 أفضل منها في التسعينيات: فغير الأسباب الاقتصادية التي تدفع لنجاح المشروع والجدية الإسرائيلية القطرية في تنفيذه هناك مشاريع أخري نفذتها قطر وإسرائيل وثبت نجاحها. فمنذ ثلاثة أعوام وقعت شركة أركيع الإسرائيلية للطيران اتفاقا مع الخطوط الجوية القطرية يتم بواسطته نقل مسافرين إسرائيليين من تل أبيب إلي العاصمة الأردنية عمان علي خطوط أركيع ، ثم بعد ذلك استخدام الخطوط القطرية للانتقال إلي قارتي آسيا وأفريقيا ولكن دون نقل مباشر بين الشركتين.
ولعل الفترة القادمة مع نجاح صفقة القرن في مجال الغاز الطبيعي بين قطر وإسرائيل ستشهد تغييرا كبيرا في خريطة الطاقة والمصالح السياسية في المنطقة.
[/b][/b]

مشكوررررررررررر

مشكوررررررررر

مشكورررر

» البارسا يحقق معدل 7/7 فيما يخص ضربات الجزاء !!