إذا قال لك أحدهم يوما أن مستقبلك المهني مرتبط بفرشاة أسنانك، فلا تعتبر ذلك من قبيل المبالغة
فقد تبين أن رائحة الفم لا تؤثر في الحياة العاطفية فقط، لكنها تمتد إلى الحياة العملية أيضا
وطبقا لاستطلاع للرأي أجري في بريطانيا، فإن حوالي نصف البريطانيين يعتقدون أن رائحة الفم الكريهة قد تحد من فرص الشخص في الترقي في العمل
ويشير الاستطلاع الذي أجري لحساب جمعية طب الأسنان البريطانية إلى أن الأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الأرقى، هم الأكثر اعتقادا بأن رائحة الفم لا تنفصل عن النجاح العملي
وقال واحد من كل خمسة أشخاص ممن شملهم الاستطلاع إن الرائحة الكريهة التي تصدر عن الشخص عند التنفس هي أكثر الأشياء التي تدفعهم للنفور منه
ولم يتقدم على رائحة الفم في هذا المضمار- وطبقا لاستطلاع الرأي - سوى الملابس المتسخة ورائحة الأشخاص الذين هجروا الاستحمام
وقد أكد حوالي نصف الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، معرفتهم بأن النفس الكريه ناتج عن مشكلات صحية في الفم، مثل عدم المواظبة على تنظيف الأسنان
وأعرب سبعة فقط من بين كل عشرة أشخاص عن اعتقادهم بأن بوسع طبيب الأسنان مساعدتهم في التغلب على مشكلة كهذه
من يجرؤ على الكلام
ويؤكد الدكتور جيوف كريج رئيس وحدة السياسة العلمية في جمعية أطباء الأسنان، أن الرائحة الكريهة للفم هي أحد الموضوعات المحرم تناولها حتى الآن
ويقول إنه عادة ما يحجم الناس عن مناقشة هذا الموضوع، بالرغم من أن معظم الأشخاص البالغين يعانون من رائحة الفم الكريهة. كما أن حوالي 25% من الناس جميعا قد يعانون من هذه المشكلة من وقت لآخر
غير أن المشكلة قد لا تتوقف عند حد التخويف من الأضرار الصحية، إذ من الممكن أن تكون أكثر إضرارا للبعض عن البعض الآخر. وهو ما تؤكده روث ليا المسؤولة عن وحدة التخطيط في معهد إعداد المديرين
فهي ترى أن تأثير هذه المشكلة يعتمد على نوعية العمل الذي يمارسه الشخص الذي يعاني منها. فإذا كانت الوظيفة تطلب حضور اجتماعات كثيرة وتحية آخرين بشكل دائم، فإن رائحة الفم ستكون مشكلة خطيرة في هذه الحالة
أما البروفيسور ميل روزينبرج، أشهر أطباء العالم في علاج هذه المشكلة، فيقول إن رائحة الكريهة للفم من الأسباب الرئيسية التي تدفع المرضى إلى زيارة أطباء الأسنان، ورغم ذلك فإن معظم كليات طب الأسنان في العالم لا تخصص وقتا كافيا أمام طلابها لبحث هذا الموضوع
المشكلة والعلاج
ويقول خبراء طب الأسنان إن هناك عدة وسائل للتغلب على هذه المشكلة، منها تنظيف الأسنان بالفرشاة بشكل دائم، وإخراج بقايا الطعام من بينها، وتنظيف الفم جيدا بعد أكل منتجات الألبان أو السمك واللحوم
وتناول كميات كبيرة من السوائل مع عدم الإفراط في شرب القهوة، ومضغ اللبان ( العلكة) الخالية من السكر، وتناول الخضراوات الطازجة خاصة التي تحتوي على الألياف مثل الجزر