كان محمد أبو تريكة كلمة السر في فوز الأهلي علي اسيك بهدفين نظيفين امس فقد ساهم في صنع الهدف الاول الذي كان بنكهة انجولية من عكسية جيلبرتو لفلافيو الذي وضعها في المرمي في الدقيقة 30 من الشوط الثاني.. وسجل ابو تريكة الهدف الثاني في الدقيقة الاولي من الوقت بدل الضائع مستغلا خطأ قاتلاً لحارس المرمي كابوريه.
بهذا الفوز الغالي احتل الأهلي قمة المجموعة الثانية برصيد 12 نقطة مستغلا تعادل الهلال السوداني مع الترجي التونسي 1/1 في تونس وارتفاع رصيده الي 10 نقاط فقط بذلك يلاقي الأهلي الاتحاد الليبي ثاني المجموعة الأولي في الدور قبل النهائي ويلعب الأهلي مباراة العودة علي أرضه باستاد القاهرة.
جاءت مباراة الأهلي وآسيك أمس صعبة غلب عليها الحذر الزائد والصبغة الدفاعية من الفريقين وخاصة من الأهلي الذي كان خائفاً من حدوث مفاجأة ايفوارية والأهلي هو الذي وضع نفسه في ذلك الموقف الصعب بعد هزيمتين من الترجي والهلال.
استحق محمد أبو تريكة وشادي محمد لقب أفضل لاعبين في المباراة يليهما وفلافيو ومحمد بركات وعصام الحضري.
أما جمهور الأهلي فقد كان النجم الأول.
سيطر الحذر والقلق والتسرع علي أداء الأهلي في الشوط الأول.. لذلك غابت الخطورة الحقيقية علي مرمي محمد كابوريه حارس آسيك باستثناء انفرادين لمحمد بركات وعماد متعب أنقذهما الحارس.
لعب الأهلي بطريقة 4/3/3 وبدأ بتشكيل مكون من عصام الحضري في المرمي.. عماد النحاس "ليبرو" ووائل جمعة وشادي محمد "مساكين" وإسلام الشاطر في الطرف الأيمن وجيلبرتو في الطرف الأيسر.. حسن مصطفي وحسام عاشور في ارتكاز الوسط.. ومثلث هجومي مقلوب رأسه محمد بركات وقاعدته الأمامية عماد متعب وفلافيو.
كان معظم لاعبي الأهلي باستثناء شادي محمد وعصام الحضري بعيدين عن مستواهم.. وظهرت الأخطاء في الخطوط الثلاثة.. فكانت هناك ثغرة واضحة خلف جيلبرتو استغلتها الجبهة اليمني لآسيك علي استحياء ومال حسام عاشور وحسن مصطفي للناحية الدفاعية تماماً ولم يسهما في تطوير الشق الهجومي وتركا بركات يجري ويلهث من أجل ربط الوسط بالهجوم.. ولذلك لجأ الفريق إلي إرسال الكرات الطويلة من الخلف للأمام وكانت كلها من نصيب دفاع آسيك وحارس مرماه.
هدف ضائع
أما فلافيو وعماد متعب فاضطرا كثيراً إلي الارتداد للخلف لاستلام الكرة وتحرك فلافيو ناحية اليسار للهروب من الرقابة وتقدم محمد بركات للأمام لعله يهرب بكرة ويسجل كعادته مثلما فعل في مباراة الحدود.. وبالفعل تلقي أخطر تمريرة من فلافيو في الدقيقة 23 وانفرد بمرمي محمد كابوريه الذي أنقذ هدفاً مؤكداً وحول الكرة إلي ضربة ركنية بأعجوبة.. وكانت أول فرصة حقيقية للأهلي في هذا الشوط.. بعد بداية هجومية كاذبة أسفرت عن أربع ركلات ركنية لم يستفد منها برغم تقدم ثلاثي الدفاع النحاس وشادي وجمعة.
الركلات الحرة!!
كما لم يستفد الأهلي من الركلات الحرة خارج منطقة الجزاء.. وخاصة تلك التي تصدي لها عماد متعب في الدقيقة 24 وسددها فوق العارضة.
أما أقرب الركلات الحرة للتسجيل فكانت في الدقيقة 34 عندما كرر فلافيو نفس الجملة وأرسل كرة طويلة لمحمد بركات خلف دفاع آسيك الذي لم يجد إلا دفعه داخل المنطقة ولكننا فوجئنا بالحكم الدولي المغربي محمد القزاز يحتسبها ركلة حرة خارج المنطقة بياردة وسط اعتراضات لاعبي الأهلي.. تصدي جيلبرتو للركلة وسددها باتقان وبدلاً من أن تسكن الزاوية اليسري العليا فوجئنا بالكرة "تحف" بأعلي العارضة وترتطم بأعلي الشبكة وسط دهشة وحسرة الجماهير.
علي الجانب الآخر لعب آسيك بطريقة 3/5/2 وحرص مدربه علي بناء حائط أسمنتي في وسط الملعب الذي كان يتكون من ستة لاعبين بقيادة ديارا الذي تفوق علي حسام عاشور وحسن مصطفي ومع مرور الوقت وبالتحديد في ثلث الساعة الأخير ركز آسيك علي المساحة الخالية خلف جيلبرتو وشن عدداً من الهجمات التي لم تمثل الخطورة الحقيقية باستثناء هجمة وحيدة خطرة في الدقيقة 40 عندما وصلت الكرة إلي ماجوا الذي سدد صاروخاً من 35 ياردة أنقذه الحضري ببراعة.
وفي نفس الوقت أغلق ظهيرا الجنب الطريق أمام إسلام الشاطر وجيلبرتو فاختفت الخطورة الحقيقية للأهلي والتي شاهدناها ولمسناها في مباراة الحدود عن طريق جيلبرتو عندما لعب الشوط الثاني بدلاً من أحمد شديد قناوي..
أما الخطأ الوحيد والواضح لدفاع آسيك فكان تقريباً في الدقيقة 42 وكاد يسجل منه عماد متعب هدف السبق لولا براعة الحارس كابوريه الذي أنقذ الكرة إلي ضربة ركنية.
الشوط الثاني
كنا نتوقع أن يطور الأهلي أداءه الهجومي في الشوط الثاني.. ولكننا رأيناه مهزوزاً في ثلث الساعة الأول لدرجة أن حارس آسيك محمد كابوريه لم يختبر. بل لم تصله كرة واحدة من هجمة حقيقية.. بل كان آسيك هو الأكثر سيطرة وخطورة.
كانت نتيجة الاهتزاز خطأ لعصام الحضري كاد يكلف الأهلي هدفاً لولا يقظة النحاس وشادي محمد.
طمع آسيك في المباراة وركز هجومه كما كان في الشوط الأول علي الجبهة اليمني خلف جيلبرتو.. وتألق إدريسو الذي أشعل هذه الجبهة تماماً ولعب أكثر من كرة داخل منطقة الجزاء من بينها تلك التي وصلت للافي الذي لعب بدلاً من سيرج لكنه سددها ضعيفة في يدي الحضري.
فراغ شوقي
استمر خط وسط الأهلي في ضعفه وضياعه واضطر جوزيه إلي إجراء أول تعديل في الوسط بإخراج حسام عاشور "التائه" أو الحاضر الغائب وإشراك أنيس بوجلبان الذي لم يضف جديداً لتترحم الجماهير علي محمد شوقي الذي رحل إلي ميدلزبره الانجليزي تاركاً فراغاً في أهم مناطق الملعب بالأهلي والتي ستسبب صداعاً في رأس جوزيه وجماهيره.. والغريب أن الأهلي فرط في شوقي بتراب الفلوس!!.. ولو شاءت الظروف وأراد الأهلي استعادته فكم سيدفع فيه؟!.. هل سيدفع 650 ألف جنيه استرليني.. أو أكثر من مليون؟!..
ويقع وائل جمعة في خطأ آخر.. ويواصل إدريسو غزواته في الجناح الأيمن.
ومع الدقيقة 21 تحتسب ضربة حرة لصالح جيلبرتو لم تستغل وتنتهي بضربة ركنية هي السادسة للأهلي في المباراة.
أبو تريكة يحل اللغز
أخذ جوزيه يفكر ويفكر في حل لغز خط الوسط ولم يجد مفراً من إشراك المنقذ دائماً محمد أبوتريكة بدلاً من حسن مصطفي التائه الثاني في الوسط.. وهنا تشعر أن هدف الأهلي الأول قادم.. قادم.
حرام .. يا متعب
يلعب فلافيو دور صانع اللعب ويهدي متعب انفراداً كاملاً في الدقيقة 29 إلا أن متعب فاقد التركيز.. لعب الكرة خارج المرمي بطريقة بلهاء وسط دهشة واستغراب كل من كان في الملعب حتي الحارس الإيفواري نفسه.
هدف الإنقاذ
** شهدت الدقيقة 30 هدف الأهلي الأول عندما مرر أبو تريكة الكرة إلي جيلبرتو في الجناح الأيسر أفلت من الظهير الأيمن ولمح فلافيو وأرسل الكرة عكسية أمام المرمي قلشها المدافع لتمر علي خط المرمي وتجد فلافيو المندفع ليضعها بصعوبة بالغة في الشباك الإيفوارية ليتنفس الجميع الصعداء.. جوزيه والجماهير واللاعبون.. ولم تشفع أو تنفع احتجاجات لاعبي آسيك.
** كان جوزيه موفقاً في التغيير الثالث فقد أشرك رامي عادل بدلاً من متعب غير الموفق تماماً ويعدل من طريقة لعبه ويلعب بأربعة لاعبين ويغطي رامي ثغرة جيلبرتو الدفاعية ويبقي فلافيو وأبوتريكة في الأمام.
مسك الختام
في الدقيقة الأولي من الوقت بدل الضائع يستغل أبوتريكة خطأ الحارس كابوريه وخطف كرة أراد حارس آسيك تمريرها لزميله المدافع إلا أن الثعلب خطف الكرة ووضعها في أقصي الزاوية اليسري أرضية مسجلاً الهدف الثاني الرائع.. ليفوز الأهلي 2/صفر.. ويحتل قمة المجموعة.
لتخرج جماهير الأهلي سعيدة تغني يا حلاوتك يا جملك يا أبوتريكة