<table id=AutoNumber3 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr>
ورغم هذه الظروف فهي ترفض أن تتلقى أية مساعدة قائلة :" لا أتحمل أن يكون هناك غريب صاحب فضل على أولادي أو يجرحهم بأي كلمة" . وترى "ام محمد" أن عمرها لم يذهب هباءا :" أكرمني الله بأن جعل أولادي من المتفوقين دراسيا، يقدرون جهدي وتعبي من أجلهم ، يفخرون بي أمام الجميع ، حتى أصبحت موضع تقدير واحترام كل زملائهم ".
| <td vAlign=top width="46%"><table align=left><TR height=1></TR><tr>
| | </TR><tr>
| | <td></TD></TR></TABLE> | </TR></TABLE>
<table id=AutoNumber4 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr>
وفي الغرفة المقابلة سمعت صوت بكاء سألت المشرفة فأجابت أنها "الحاجة فوزية"، طرقت الباب وطلبت منها الدخول فسمحت لي ، حاولت تهدئتها ومعرفة سبب بكائها .. لم تستطع أن تخفي أحزانها فقالت على الفور :" زوجي طلقني منذ 30 سنة وامتنع عن الانفاق على ابنه الوحيد "ابراهيم"، لم يفكر في السؤال عليه كل هذه السنوات ، فتحملت وحدي مسئولية تربيته ، وقمت ببيع قطعة أرض في الصعيد ورثتها عن والدي انفقت منها على تعليمه، وبعد ان تخرج من كلية التجارة تزوج في شقتي ثم سافر الى الخارج وتركني مع زوجته التي أذاقتني العذاب ألوانا وكانت تعاملني كالخادمة في بيتي ". |
<table align=left><TR height=1></TR> <tr><td width=1></TD> <td align=middle></TD></TR> <tr><td width=1></TD> <td align=middle></TD> <td width=1><td></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE> وتستمر في سرد قصتها :" اتصلت بي أختي تخبرني انها مريضة بشدة، فذهبت لأطمئن عليها وتركت زوجة ابني ووالدتها في الشقة ، ورجعت بعد يومين لأجدها غيرت الكالون ،اتصلت بإبني أطلب منه النجدة فصرخ في وجهي قائلا شوفي دار مسنين اقعدي فيه لحد ما ارجع... والآن وبعد مرور ثلاث سنوات لم يفكر في السؤال عني وانا مطرودة من بيتي . وعندما اقترحت عليها أن تلجأ للقضاء رفضت بحسم وقالت :" فوضت أمري إلى الله .. حسبي الله ونعم الوكيل".
مشوار نجاح
أم" رشا" عمرها 49 عاما بدأت مشوار كفاحها منذ نحو عشر سنوات بعد أن استشرت الأمراض في جسد زوجها، الذي أجرى عددا من الجراحات لاستئصال الطحال والمرارة ليصاب بعدها بتليف الكبد .
اضطر الزوج لتسوية معاشه الذي لم يكف للانفاق على الاسرة المكونه من سبع أفراد،فقررت النزول للعمل في إحدى شركات البرمجيات كعاملة نظافة تقول: أعمل لمدة عشر ساعات يوميًا أذهب بعدها لبيتي وانا في قمة التعب، لأراعي زوجي المريض واولادي الصغار، ولكن تتبدد كل هذه المشقة عند رؤية ابتسامة أولادي، وبعد أن اشعر اني أديت رسالتي على أكمل وجه دون أي تقصير.
واختتمت حديثها قائلة : أفتخر اليوم بقصة كفاحي بعد أن تزوجت ابنتي الكبيرة وشقيقها، واشعر بالسعادة اكثر وأكثرعندما يفتخر بي أبنائي وأسمعهم يقولون كيف سنرد لها هذا الجميل؛ ويطلبون مني أن أترك العمل ، لكني لا أنوي ذلك حتي ينهي باقي الصغار تعليمهم ساعتها فقط أستحق أن أكون أما مثالية.
ورغم قناعتنا باستحقاق هذه الام البسيطة بكل تكريم، إلا أننا بالنظر لمعايير المثالية كما يراها المسئولون بوزارة التضامن نستطيع الرد عليها بأن أمنيتها لن تتحقق ، فقد اشترطت الوزارة أن تكون الأم المثالية أرملة لها ثلاثة أبناء، وأن تكون قادرة علي تنظيم اسرتها ، ملمة بقضايا وطنها ومساهمة في العمل بمؤسسات المجتمع المدني ، ولها مشاركة سياسية وقدر كاف من الوعي والثقافة ، مع تفضيل الام التي لديها قدرة علي ايجاد مصادر متنوعة لزيادة دخل الاسرة.
كلهن مثاليات
وعن هذه المعايير التي وصفتها بعدم المرونه تقول الاستاذة "سامية سليمان" الباحثة في شئون المرأة : معايير التنافس لاختيار الأم المثالية يجب أن تكون غير محددة ، فكل أم ساهمت في تربية وصلاح أولادها سواء أكانوا واحدا أو كثر هي أم مثالية ، وليس شرطا بأن تخرج أطباء وصيادلة ومهندسين حتى تستحق التقدير والاحترام بل يكفي أن يكونوا أبناء متوازنين نفسياً .
واستطردت :كل الأمهات الحاليات أكثر من مثاليات، فهن مشتتات ما بين العمل والزوج والمنزل والأولاد من أجل توفير مستوى معيشة مناسب ، ورغم هذه القيود الا انهن يسعين إلى الوصول بأبنائهن إلي بر الأمان ، ولا تقل هذه الرغبة اذا ماكانت الأم مثقفة أو لا ترى في حياتها سوى بيتها وأولادها . فكل أم صادقة مع نفسها قادرة علي إخراج أبناء أسوياء للمجتمع، تستطيع تحقيق التوازن بين العمل والواجبات المنزلية والزوجية تستحق هذا اللقب.
وأضافت :أين تذهب التي ضحت بحياتها بعد ان طلقها زوجها أو هجرها ، وتلك التي قررت خوض مجال العمل بعد أن أصاب زوجها المرض اولقلة دخله .
في الواقع كل أم استطاعت تربية أولادها وإخراج نماذج صالحة للمجتمع ، هي أم تستحق منا كل تقدير ومن أولادها كل فخر واعتزاز ، الا أننا نناشد الدولة بمزيد من المرونة في اختيار الام المثاليه التي قد ترى في هذا التكريم تعويضا لها عن سنوات التعب والشقاء.
|