على بعد أميال قليلة غرب القاهرة وبالقرب من أهرامات الجيزة يقوم فريق مكون من 25 مهندسا معماريا مع 350 عامل بالعمل في
متحف الآثار العملاق الجديد علي مساحة 117 فدانا. وقد أطلقت مصر حملة لتمويل المشروع الذي تقدر تكلفته بحوالي 550 مليون دولار.
وأول محاولة لجمع المال اللازم لبناء المتحف تمثلت في المعرض الجديد للآثار المصرية في متحف الفنون في لوس انجلوس بالولايات المتحدة تحت شعار 'توت عنخ آمون والعصر الذهبي للفراعنة'.
من المقرر افتتاح المتحف الجديد عام 2009 ليعرض علي الأقل مائة ألف قطعة أثرية من العصور الفرعوني والروماني واليوناني وهو ما يعني إعطاء دفعة كبيرة لقطاع السياحة .
يقام المتحف الجديد علي سهل صحراوي علي حافة وادي النيل. حيث يري زائره اهرامات الجيزة وهي أحد أعظم الآثار في العالم.
ويشير تصميم المشروع إلي طموح مصري كبير في إخراج تحفة معمارية جديدة بالقرب من أهرامات الجيزة حيث تغطي واجهة المتحف الجديد الألبستر ويتناغم سقفه مع الأهرام.
وتقود البوابة المثلثة العملاقة في مدخل المتحف إلي باحته الرئيسية التي سيتصدر تمثال ضخم للفرعون رمسيس الثاني يصل وزنه إلي 83 طنا والذي يوجد حاليا في قلب العاصمة بميدان رمسيس.
فى عام 2002 قام الرئيس حسنى مبارك بوضع حجر الاساس للمشروع ، كما تم الاعلان عن المسابقة الدولية لمشروع تصميم المتحف المصرى الكبير فى عام 2002 والتى تقدم لها 1557 بحث من 83 دولة ، حيث شارك فى التصميم الفائز 14 مكتب استشارى من 5 دول مختلفة .. و تم التعاقد مع فريق التصميم لاعداد المرحلة الاولى والتصميمات التى انتهت فى يونيو 2004 .
أما المرحلة الثانية الذى قام بها الفريق انتهت فى يونيو 2005 وذلك لانشاء مركز ترميم الآثار الملحق بالمتحف ومحطة الطاقة الكهربائية ومحطة اطفاء الحريق بحيث يستقبل مركز الترميم الآثار التى ستعرض بالمتحف لاجراء اعمال الصيانة والترميم اللازمة واعدادها بحيث تكون جاهزة للعرض فور الانتهاء من مبنى المتحف .. و تم بالفعل البدء فى مرحلة تأهيل الموقع لمشروع المتحف والتى ستنتهى فى سبتمبر 2005 .
و سيتم ربط مشروع المتحف مع هضبة الاهرامات لتكون وحدة واحدة وتنسيق ممر بطول 2 كيلومتر بالاضافة الى عمل اسوار حول موقع المتحف لفصله عن الازدحام المرورى خارجه وتخصيص شبكة مواصلات داخلية وعربات كهربائية لنقل ضيوف المتحف الى كافة ارجاء المتحف والمتنزهات والحدائق التى تحوط به .
أما واجهة المتحف ستبلغ مساحتها 600 متر عرض بطول 45 مترا ستتكون من حجارة الالباستر الشفافة .. و مركز الترميم ستبلغ مساحته 14 الف متر ويستغرق بناءه 15 شهرا ويضم معامل متخصصة تحتوى على احدث اجهزة ترميم الاحجار والجلود والمعادن والخشب بالاضافة الى المخازن الاثرية والتى ستقسم حسب نوع الاثار .
وسيتم انشاء منطقة ترويحية على مساحة 25 فدان تتضمن اماكن الترفيه والخدمات والحدائق العامة المختلفة والمرافق ومناطق الترفيه والتى ستخدم الجمهور على مدار 24 ساعة وروعى فى فلسفتها تطور الحضارة المصرية وتنوعها وتشمل حدائق ارض مصر ، وحدائق التماثيل الخارجية المتصلة بصالات عرض المتحف ، وحدائق الكثبان الرملية بالاضافة الى مجموعة من الحدائق العامة المتنوعة .
أن واجهة المتحف تعلو بارتفاع 5 ادوار وذات حوائط شفافة ومضاءة ليلا لترى من كافة انحاء القاهرة ، فيما روعى فى ارتفاع الحوائط تصل مع ابعاد الهرم الاكبر بيحث اذا اقمنا خطا مستقيما من نهاية حوائط المتحف سيصل الى اعلى قمة للهرم الاكبر بمنطقة الاهرامات .
سيتم ايضا داخل المتحف انشاء متحف للاطفال يخاطب كافل المراحل العمرية لتربية الاجيال الجديدة اثريا وثقافيا بالاضافة الى مركزا للمؤتمرات وقاعات للمحاضرات .
وصف ستيفن جرونبرج عضو فريق التصميم الخاص بالقاعات الداخلية للمشروع ، المتحف المصرى الكبير بأنه أعظم مشروع ثقافى عالمى ينفذ خلال القرن الحالى وسيتفوق على متاحف العالم من حيث اهميتها كونه متحفا مصريا وعن الحضارة المصرية ويقام فى مصر .
وقال ستيفن ان فريق التصميم الخاص بفلسفة العرض الداخلى للمتحف قام بجولات وزيارات لكافة المتاحف والمعابد والمواقع الاثرية فى مصر وخرج بتصور عام للشكل الذى يمكن ان يكون عليه العرض الداخلى ومستمد من تقنيات العرض والعمارة عند المصرى القديم مع وضع اللمسات الحديثة والمبتكرة بشكل عصرى .
وأضاف ان هذا التنوع تضمن فى طرق المداخل والسلالم والممرات الداخلية وطرق وضع التماثيل والقطع الاثرية وفلسفة ابراز الاثر واهميته بالاضافة الى الاستعانة بنفس درجات الالوان التى كانت تميز الفن عند المصرى القديم وهو ما يظهر على جدران المعابد والتمائيل والنقوش الاثرية عند المصرى القديم .
وأشار الى أنه سيتم احياء اللغة المصرية القديمة عبر كتابة كافة الارشادات واللافتات التى تصف او تشرح الاثر باللغة العربية واللغة الانجليزية بالاضافة الى اللغة المصرية القديمة المكتوبة بالهيرغليفية ليتثنى للزائر معرفة هذه اللغة والتعايش فى اجواء الماضى العريقة التاريخية .
وأخيرا سيقوم فريق التصميم باقامة متاحف داخل المتحف الكبير ، حيث سيتم نقل متحف مراكب الشمس بمنطقة الاهرامات ونقلها الى المتحف الكبير ، بالاضافة الى عمل صورة طبق الاصل من مقبرة توت عنخ أمون وبالشكل الذى وجدت عليه عندما اكتشفت بالاضافى الى الكنوز المختلفة للفرعون الذهبى الصغير ، مع وضع القناع الذهبى النادر فى منتصف قاعة العرض الخاصة به ليتمكن جميع من بالقاعة التمتع بمشاهدته من مختلف الزوايا والاتجاهات