نبذة عن العلاقات بين روسيا وأمريكا اللاتينية21.11.2008 آخر تحديث [17:42]
 |
| |
تشهد العلاقات بين روسيا وأمريكا اللاتينية نهوضا في الوقت الحاضر. واقامت روسيا العلاقات الدبلوماسية مع جميع الدول الـ 33 الواقعة في أمريكا اللاتينية وحوض البحر الكاريبي. ويتطور الحوار متعدد الاوجه على مستوى رفيع مع هذه الدول.
فقد زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كوبا عام 2000 ، والمكسيك والبرازيل عام 2004 ، وغواتيمالا عام 2007 في زيارات اصبحت أحداثا بارزة في الحياة السياسية لتلك البلدان . وزار روسيا كل من رئيس تشيلي ريكاردو لاغوس عام 2002 ، ورئيس فنزويلا هوغو تشافيز أعوام 2001 و2004 و2006 و2007 و2008 ، ورئيسا البرازيل فرناندو كردوزو عام 2002 واناسيو لولا دا سيلفا عام 2005 ، ورئيس المكسيك فيسينتي فوكس.
وأعلنت دول كثيرة في أمريكا اللاتينية في فترة النزاع حول اوسيتيا الجنوبية إدانتها للعدوان الجورجي وسياسة الولايات المتحدة في القوقاز. وأيدت نيكاراغوا وفنزويلا بشكل علني اجراءات روسيا الرامية الى حمل تبليسي على السلام. واعترفت نيكاراغوا رسميا بابخازيا وأوسيتيا الجنوبية كدولتين مستقلتين.
ويتم توطيد العلاقات على المستوى العالى في اطار المنتديات الدولية وعلى المستوى الحكومي. وفي ابريل/نيسان عام 2006 زار ميخائيل فرادكوف رئيس الوزراء الروسي البرازيل والارجنتين في زيارتين رسميتين جرت خلالهما لقاءاته مع ممثلي القيادة العليا للبلدين . وفي أعقاب الزيارة في الارجنتين تم توقيع حزمة من الوثائق ، بما فيها وثيقة حول اختتام المباحثات الخاصة بانضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية . وتم خلال زيارة فرادكوف الى كوبا في سبتمبر/ايلول توقيع اتفاقية تسوية الديون لهذا البلد بموجب القروض التي كانت قد منحتها روسيا سابقا.
وقد تم تشكيل وتفعيل اللجان على مستوى عالي في مجال التعاون مع البرازيل وفنزويلا واللجان الحكومية في مجال التعاون التجاري الاقتصادي والعلمي والتقني مع الارجنتين والبرازيل وكولومبيا وكوبا والمكسيك وتشيلي.
التعاون في مجال الثقافة
يتم تنشيط العلاقات في مجال التعاون الثقافي والانساني. فقد أقيم في أكتوبر/تشرين الاول عام 2008 في سبع دول، وهي كوبا وكوستاريكا وفنزويلا والبرازيل والارجنتين وتشيلي وباراغواي، مهرجان " ايام روسيا" الذي ضم عروضا سينمائية ومعارض فوتوغرافية وحفلات موسيقية بمشاركة فرقة دير "سريتينسكي".
التعاون مع المنظمات الاقليمية في أمريكا اللاتينية
يشغل التعاون مع السوق المشتركة الامريكية الجنوبية "ميركوسور" مكانة هامة في تطوير العلاقات الروسية الامريكية اللاتينية. وقد تم في عام 2006 توقيع مذكرة تفاهم حول إنشاء آلية للحوار السياسي والتعاون بين روسيا والدول الاعضاء في "ميركوسور". كما تم وضع خطة الاعمال المشتركة لعامي 2007 - 2008 التي تحتوي على المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والانسانية.
وتقيم روسيا علاقاتها مع منظمة الدول الامريكية كعضو مراقب وتجرى مشاورات مع هيئاتها الخاصة، فيما يتعلق بقضايا الامن الدولي ومكافحة الارهاب والحيلولة دون تجارة المخدرات.
كما جرى حوار سياسي مع دول منظومة التكامل في أمريكا الوسطى. ومنذ عام 2002 يتطور الحوار مع اتحاد دول البحر الكاريبي، ويتم توسيع القاعدة القانونية للاتفاقيات.
وتم في غضون 15 سنة التوقيع على أكثر من 150 وثيقة تحتوي طيفا واسعا من التعاون الثنائي الممكن، وذلك ابتداءا من مجال الفضاء وانتهاءً بالتبادلات الرياضية، بما في ذلك المعاهدات حول اسس التعاون وبيانات "الجيل الجديد" حول مبادئ التعاون. ويجري العمل على عقد اتفاقيات في موضوع المساعدة القانونية لمصلحة توطيد التعامل في مواجهة تحديات جديدة ، وكذلك إعداد وثائق من شأنها تطوير التعاون التجاري والاقتصادي.
التعاون التجاري والاقتصادي
يزداد التعاون في مجال التجارة والاقتصاد بين روسيا وأمريكا اللاتينية بمقدار 25-30% كل سنة . ومن المتوقع ان يبلغ التبادل السلعي في عام 2008 رقما قياسيا ليصل الى 15 مليار دولار.
وتجدر الاشارة قبل كل شيء الى ازدياد الاهتمام بالمنطقة من جانب الرأسمال الروسي الكبير، في مجالات مثل الطاقة واستخراج النفط والغاز وبناء الماكينات وصناعة السيارات والتعدين والقطاع المصرفي والثروة السمكية.
ويعتبر مجال الطاقة من أهم اتجاهات التعاون. وتعمل هنا بنشاط شركتا "إينيرغو ماش إيكسبورت" و" سيلوفي ماشيني" إضافة الى شركة الاجهزة الكهرمائية التي تورد الاجهزة والمعدات للمحطات الكهرمائية في الارجنتين والبرازيل والمكسيك وكولومبيا.
وتتدخل شركات النفط الروسية أكثر فاكثر الى سوق امريكا اللاتينية. وتستمر شركة "لوك اويل" في عملها المشترك مع شركة " ايكوبترول" الكولومبية في مشروع تنقيب النفط.، كما انها تحقق مشاريع مختلفة في فنزويلا. وتدرس شركة " زاروبيج نيفت" إمكانيات التعاون في مجال النفط والغاز بفنزويلا والبرازيل والارجنتين وبوليفيا وباناما وتشيلي. كما يناقش الجانب الروسي إمكانية إنشاء مؤسسة نفط مشتركة مع فنزويلا.
ويتسع حضور الرأسمال الروسي في صناعة السيارات. وقد بدأت شركة "اوتوفاز" الروسية بالاكوادور وكولومبيا واوروجواي في تجميع سيارة المؤسسة المشتركة في مجال تجميع سيارات"جيب" الروسية الصنع. كما يجري في كوبا تجميع وإصلاح المحركات لسيارات " كاماز" الروسية.
وتدرس شركة " روسكي اليمينيوم" امكانية تولي إدارة الشركة الحكومية المتخصصة في استخراج بوكسيت بغايانا ، ثم تنظيم انتاج الالمينيوم الخام بغية تلبية حاجات صناعة الالمنيوم في روسيا. ومن المتوقع ان تنشئ الشركة في البرازيل معملا خاصا بإنتاج الالمنيوم الخام، وكذلك الحصول على ترخيص بتنقيب حقل بوكسيت تبلغ احتياطاته 200 مليون طن.
وتجري حاليا مباحثات في مشاريع استثمارية لها علاقة بتطوير البنية التحتية للموانئ البرازيلية . وتستمر هناك أعمال الري بمشاركة مؤسسة "هيدرو ستروي انفيست" الروسية. ويعتبر قطاع الثروة السمكية من أهم اتجاهات التعاون بين الجانبين.
وقد تم رسم سبل للتعاون المستقبلي مع بعض دول المنطقة مثل الارجنتين واورغواي. كما يدرس هذا الموضوع مع بيرو ودول امريكا الوسطى. ويجرى التنسيق حول العلاقات الثنائية مع نيكاراغوا وباناما.
وتتشكل تدريجيا آلية التعاون بين رجال الاعمال. وقد أنشئت مجالس الاعمال مع فنزويلا وكوبا والبرازيل . ويعمل مجلس الاعمال " روسيا-الارجنتين". وقد أسست جمعيات الاعمال التي من شأنها إقامة صلات مباشرة مع الشركاء الروس، وذلك بمبادرة من رجال الاعمال في عدد من دول امريكا الوسطى. وعلى سبيل المثال فان هنالك "البيت الروسي" في عاصمة هندوراس . كما أسست غرف التجارة الملائمة في كل من بيرو واورغواي ونيكاراغوا وجمهورية دومنيك.
وتساعد "اللجنة الوطنية للمساهمة في التعاون الاقتصادي مع بلدان أمريكا اللاتينية" التي تجمع بين ما يزيد عن 70 شركة ومعمل ومصرف في روسيا الاتحادية، تساعد في إقامة علاقات العمل والتبادل المعلوماتي بين رجال الاعمال الروس والامريكيين اللاتينيين ودراسة آفاق التعاون والمشاريع المحتملة.
العوامل التي تعرقل تطور التعاون
لا يتفق المستوى الحالي للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين روسيا ودول أمريكا اللاتينية مع القدرات الاقتصادية للجانبين والامكانات المتوفرة لديهما.
وثمة تنوع غير كاف لمجالات التعاون وانعدام آلالية الفعالة والضمانات المتبادلة للاستثمارات. والجدير بالذكر ان اتفاقيات تحفيز وحماية الاستثمارات لم تعقد حتى الآن الا مع الاكوادور والارجنتين. ويثير القلق لدى رجال الاعمال الامريكيين اللاتينيين ضيق التصنيفة للصادرات الروسية المقترحة لهم.
ويقوم الجزء الأكبر من التصدير الروسي على توريد المواد الخام والسلع شبه المصنوعة. ولم تعترف دول أمريكا اللاتينية، باستثناء البرازيل وفنزويلا وكولومبيا وبيرو وتشيلي والاكوادور، بوضع اقتصاد السوق في روسيا، واتخذت بعض الدول مثل المكسيك والارجنتين وبيرو وفنزويلا والبرازيل اجراءات للحيلولة دون اغراق السوق بسلع رخيصة، الامر الذي لا يساهم في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين.
خطط التعاون في منطقة امريكا اللاتينية.
كوبا
تدرس شركات النفط الروسية إمكانية دخول سوق موارد الطاقة الكوبية. بينما يبدي الجانب الكوبي اهتمامه باستقطاب الشركات الروسية لتحديث المحطات الكهربائية. وبصورة خاصة تظهر شركتا " لوك اويل" و"زاروبيج نيفت" اهتمامها بالسوق الكوبية.
وبدأت شركة " لوك اويل" بدراسة موضوع إنشاء مصافي تكرير نفط جديدة في كوبا، وكذلك امكانات مشاركتها في أعمال التنقيب بالمنطقة الاقتصادية الكوبية في خليج المكسيك.
ووفقا للمعطيات الواردة من وزارة التنمية الاقتصادية يدرس الجانب الروسي ايضا مسألة تنظيم التعاون في مجال بناء السفن ، بما في ذلك تشييد المنشآت البحرية المخصصة لتنقيب النفط والغاز واستخراجهما.
ويٌظهر الجانب الكوبي اهتمامه بجذب الشركات الروسية لتحديث وحدات الطاقة الكهربائية العشر المستوردة من الاتحاد السوفيتي السابق حتى عام 1999 . كما تبدي كوبا اهتمامها بشراء القاطرات، وتعرب عن استعدادها لشراء قطع الغيار الخاصة بالسكة الحديد.
ومن أهم الشروط لمواصلة تطوير العلاقات الروسية الكوبية في مجال التجارة والاقتصاد هو حل مشكلة تسديد المديونية الكوبية بموجب قروض كان الاتحاد السوفييتي السابق قد منحها كوبا، وذلك على اساس مقبول للجانبين، الامر الذي سيساهم في في تنفيذ الاتفاقية التي عقدت بين الحكومتين حول تقديم قرض جديد الى كوبا.
البرازيل
يجري الجانب الروسي مع البرازيل مباحثات حول توريد المروحيات للقوات الجوية البرازيلية. وبموجب المعطيات الواردة من وزارة التنمية الاقتصادية فقد حصلت المروحية " مي – 171اي" على شهادة تصديرية ، وتمر المروحية الاخرى "كا – 32 اي" بمرحلة الحصول عليها، وذلك بهدف تقدم المروحيات الحربية الروسية الى السوق البرازيلية.
وإضافة الى ذلك، تفيد الوزارة بان الجانب الروسي أجرى مباحثات مع عدد من الشركات البرازيلية حول احتمال شراء الطائرات الروسية من طراز "بي-103" و"بي-200" و"سوخوي-80". وشاركت في المباحثات بصورة خاصة شركات "ام اس آ" و"ايكوبلان" و"اي تي اس" البرازيلية.
وتشير الوزارة الى الظروف الملائمة لتنشيط التعاون بين روسيا والبرازيل في المجال الفضائي. ويتم في الوقت الراهن إلاعداد لمصادقة البرلمان على الاتفاقية بين الحكومتين حول تحديث الصاروخ البرازيلي " في ال اس – 1" والصنع المشترك للاقمار الصناعية البرازيلية.
كولومبيا
يخطط عدد من الشركات الروسية العاملة بنجاح في كولومبيا، ومنها "لوك اويل اوفيرسيز خولدينغ ال تي دب" التي تنجز منذ عام 2002 مشروع "كوندور" ( تنقيب واستخراج النفط) وشركة " في او تكنو بروم ايكسبورت" يخطط لتوسيع حضورها في هذا البلد.
ثمة قدرات جادة لتطوير التعاون في مجال الطاقة الكهربائية وبناء الماكينات وصناعة السيارات والزراعة.
ويهتم الجانب الكولومبي بصيانة المروحيات المستوردة من روسيا من قبل المتخصصين الروس. كما يهتم الجانب الكولومبي بالتعاون في مجالات اخرى، بما فيها توريد الاجهزة والمعدات الخاصة بمكافحة الارهاب والحيلولة دون تهريب المخدرات.
وبامكانكم أيضا الاطلاع على معلومات مفيدة حول التعاون الروسي الفنزويلي.
تابعوا المواضيع الأخرى من هذا القسم 
موضوع: نبذة عن العلاقات بين روسيا وأمريكا اللاتينية 
السبت نوفمبر 22, 2008 7:19 am