عدد الرسائل : 3570 السٌّمعَة : 5 نقاط : 550 تاريخ التسجيل : 14/11/2007
موضوع: حزب الله "الفلسطيني" السبت نوفمبر 22, 2008 7:55 am
حزب الله "الفلسطيني"
إبراهيم عمر - الجزيرة توك - غزة
بينما يترقب الفلسطينيون وينتظرون ما ستسفر عنه اللقاءات التي تُعقد في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها "فتح" و"حماس"، وينشغلون بالسياسة وهمومها، بعدما باتوا أسرى لتقلباتها ومشاكلها التي تصيبهم في صميم حياتهم، جاء الإعلان عن تأسيس "حزب الله الفلسطيني"، وسط حالة من الغموض اكتنفت هذا الإعلان سواء من حيث التوقيت أو الطريقة أو الدلالات التي يحملها في زمن توالدت فيه الأحزاب والفصائل وتكاثرت في فلسطين، وتوالدت معها المشاكل والخلافات بينما نحى الجميع المقاومة جانبا، رغم أنها كانت الداعي الرئيسي لتأسيسها جميعا.
بيان تأسيسي مهلهل، وعبارات مستهلكة لم تعد تثير حماسة مواطن فلسطيني مطحون تلخصت أمنياته بكلمة سواء تجمع ساسته والقائمين على أمر وطنه المسلوب، هي كل ما حمله البيان الصادر عن الحزب الجديد، دون أن يُعرف من هم القائمين عليه، ولا حتى المكان الذي انطلق منه، أو الجهة التي يتلقى منها الدعم.. وحده الاسم الذي اختاره لنفسه كان السبب في إثارة ردود فعل مختلفة، ربطت جميعها بينه وبين حزب الله اللبناني، الذي وإن حظيت بطولاته وتضحياته بإعجاب الفلسطينيين وتأييدهم، ظل على الدوام مثارا لنقاش داخلي عميق، (لا يتعلق بالمقاومة ومواجهة إسرائيل)، وهو نقاش لا يحبذ الفلسطينيين إظهاره إلى العلن.
المسوغات التي ساقها "حزب الله الفلسطيني" وحاول من خلالها النفاذ إلى عقول وقلوب الفلسطينيين بدت حادة ومستفزة للكثيرين، وربما تكون السبب في أول صدام له – إن كان حزبا حقيقيا وخرج إلى العلن -، فهو اعتبر "بعض" الفصائل الفلسطينية تخلت عن العمل المقاوم، وانصهرت في السياسة، لذا جاء هو لمقارعة الاحتلال، مستفيدا من "مقاومين جلهم لهم باع في هذا الميدان وقد انخرطوا في صفوفه"، مشيرا إلى انه حزب "إسلامي جهادي سني لا علاقة له بالعملية السياسية"، ومؤكدا انه "لن يخرج عن المصلحة العامة".
ولأن نفي الشيئ في كثير من الأحيان قد يكون تأكيدا له، فإن من يعتقدون بأن الحزب الجديد يرتبط ارتباطا مباشرا بنظيره اللبناني، وجدوا في نفيه لأي صلة تربطه بالحزب اللبناني، دلالة على أنه ليس سوى يدا له في فلسطين، وذهبوا أبعد من ذلك بالقول أن الحزب الذي يقوده حسن نصر الله أراد استغلال حالة الشتات التي يحياها الواقع الفلسطيني لتكريس نفوذه وتقديم نفسه كبديل للفصائل الفلسطينية مجتمعة بعدما كادت جميعها أن تفقد ثقة المواطن البسيط الذي لم يجن شيئا من خوضها غمار السياسة، بينما تخلت أو تكاد عن المقاومة، التي تعتبر محط إجماع السواد الأعظم من الشعب طالما أن التوقف عنها لا يفيدهم في شيئ.
ورغم النفي "الناعم" للحزب الفلسطيني لأي صلة له بحزب الله اللبناني، فإنه أكد بوضوح أنه "سيسير على دربه في المقاومة وسيحافظ على شرف البندقية"، واستخدم في ختام بيانه الذي تلقت "الجزيرة توك" نسخة عنه عبارة "الموت لإسرائيل.. الموت لأميركا"، وهو شعار يردده عادة أنصار حزب الله اللبناني.
وقبل نهاية بيانه عاهد الحزب الفلسطيني الجديد "الشهداء الأطهار" بالسير على دربهم، واضعا على رأسهم القائد العسكري لحزب الله اللبناني الشهيد عماد مغنية (الحاج رضوان)، ومن ثم أسماء ياسر عرفات وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي، قبل أن يختتم قائمته بحزب الله اللبناني من جديد عبر الشهيد عباس الموسوي الأمين العام السابق له، والذي اغتالته إسرائيل عام 1992.
أعداؤنا خوفهم لهم مدد, لو لم يخافوا الأقوام لانقطعوا فخوفهم دينهم وديدنهم عليه من قبل يولدوا طبعوا لقد عرفنا الغزاة قبلكم, ونشهد الله فيكم البدعُ ستون عاماً وما بكم خجلٌ, الموت فينا وفيكم الفزعُ أخزاكم الله في الغزاة فما رأى الورى مثلكم ولا سمعوا