الجريئة عضو فضى
عدد الرسائل : 126 السٌّمعَة : 0 نقاط : 7 تاريخ التسجيل : 06/10/2007
| موضوع: هل الحب حلال أم حرام ؟ الأحد يناير 25, 2009 2:42 pm | |
| هل الحب حلال أم حرام ؟ من أكثر الموضوعات التي قد تراود " المسلم المتدين " في مضمونها وحكمها شك موضوع " الحب" . فتوجس المسلم المتدين من الحب يتبع إحساسه الداخلي عندما يتعدى شعور الاعجاب أو الاهتمام بشخص ما حده الطبيعي. و أحد أهم الأسئلة التي يطرقها الانسان المتدين : هل الحب في الاسلام حلال أم حرام ؟ وهو سؤال يفتح باب واسع من القراءة الشرعية في ضوء الفواعل النفسية وتحكمها في الفرد.
* من الخطأ اختزال مفهوم الحب في العلاقة بين الجنسين, فالحب في الاسلام متعدد الابعاد. والإسلام يقوم بمعناه العام على الحب : حب الله والرسول صلى الله عليه وسلم وحب هذا الدين والقرآن الكريم وحب الأنبياء جميعا والملائكة. والحب في الله من أعمدة الإيمان الراسخة التي لا يختلف عليها اثنان، وقد ورد ذكر الحب والمودة مرارا وتكرارا في القرآن الكريم كما في السنة النبوية ، فالقرآن أورد كلمة الحب 84 : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله .." (البقرة/165) .. يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " ( المائدة /54) ،" قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "( آل عمران /31) ، إن الذين آمنوا وعملو الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " ( مريم / 96). وفي السنة النبوية العديد من معاني الحب وأصوله فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن المتحابين في الله تعالى لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي. فيقال من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المتحابون في الله عز وجل ".
* وقد حدد الاسلام شروط الحب بأن يكون صمن رضى الله وتحقق أوامره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. * والحب في الاسلام لم يكن مجرد كلمة أو نظرية من غير تطبيق، فالحب في الاسلام هو حالة واقعية ممثلة بصدق وشفافية مع الآخر، ومفردات الحب الاسلامي هي الدعاء للآخر والنصح والتوجيه له إذا ما حارت به السبل كما تفقده اذا ما غاب لسبب ما والتضحية والايثار لأجله بعيداً عن المصالح الدنيوية .. و أعظم مثال على ذلك الإخاء بين المهاجرين والأنصار. * ومن مرفأ الحب لله وفي الله سيكون الابحار نحو الحب الأسري الذي لا جدال في حلّه مثل ذلك الذي بين الأزواج وبين الآباء والأبناء وحب الوالدين والإخوة وحب أولائك الذين تربطهم صلة الرحم ..
وبالعودة للسؤال الأول عما اذا كانت مشاعر الحب بين الجنسين غير المتزوجين جائزة في الاسلام أم أنها تندرج ضمن نطاق المحرم الذي يجب على المسلم تجنبه ؟ واذا جازت هذه المشاعر فما هي حدودها وضوابطها وما هو مصيرها ؟
على المسلم أن يضع في اعتباره بداية قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف". إذا فمشاعر الارتياح والميل نحو شخص ما أو حتى النفور منه هي مشاعر تلقائية لا تعرف عند نشوئها التخطيط المسبق إلا أنها لا بد أن تسير ضمن نسق واطار محدد رسمته الشريعة كي لا تكون مشاعر الحب للآخرين معول هدم وتدمير للحياة الفرد .
فالاسلام لم يطارد المحبين ولم يطارد بواعث العشق والهوى في النفوس ولم يجنح لتجفيف منابع العاطفة أ بل على العكس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفاً في ذلك الكثير من الأعراف الاجتماعية القديمة في عدم تزويج المحبين خوفاً على سمعة الفتاة :" لم يرى للمتحابين مثل النكاح " فجعل النهاية المأمولة لكلا الطرفين بالزواج الذي حض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم متبعاً في حديثه هذا طريقة غير مباشرة في التوصية على عدم الوقوف في وجه المتحابين وعرقلة اجتماعهما على الخير.
كما أن الحب في الاسلام حباً راقياً لا يضع معايير الشكل الخارجي في الحسبان فقط.فكان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفات الفتاة التي يعد الزواج والقرب منها ظفراً للمسلم فقال: "تنكح المرأة لأربع، لحسبها ولجمالها ولمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" .. وبذات الوقت الذي تفهم فيه الاسلام نفسية الانسان وأقر له باحتمالية وجود ونشوء مشاعر الحب نحو الآخر إلا أنه قد وضع لها من الضوابط ما يهذبها ويسير بها نحو طريق الأمان فكان الزواج هو واحة المتحابين الوحيدة في التشريع الاسلامي.
والحب قد يولد سريعاً في نظرة عابرة، بل قد يولد بسماع الأذن دون مشاهدة، وهنا قد يزول وقد يبقى ويشتد إن تكرر أو طال السبب المولد له من رؤوية للشخص المحبوب أو الحديث معه أو تذكره والتفكير فيه ، فبمعرفة السبب المولد له تكون قد وضعنا أيدنا على حكم الحب ، فاذا كان من ذلك الذي يصيب الانسان بالمصادفة فيكون ضمن الحب الاضطراري الذي لم تتدخل النية البشرية في حدوثه أو تغذيته وهذا بفتاوى العديد من الأئمة يدخل ضمن المصادفة ولا يحكم عليه بحل ولا حرمة. أما النوع الثاني هو وهو ذلك الذي يغذيه مسببه من رؤوية وحديث مع المحبوب على هيئة لقاءات ونزهات وأحاديث هاتفية وخلوة أو رسائل وتبادل صور ومتعلقات فذلك من النوع المحرم قطعاً والذي قد يقود الانسان نحو الهاوية إذا لم يتراجع ويحكم شرع الله في كبح جماح عاطفته . فالحب الذي لا يتعدى حدود الإعجاب والذي لم يصاحبه محرمات فصاحبه يدخل ضمن نطاق المعذور. لكن إذا بدأت المحرمات تتولد في بسببه فحكمه بدون جدال عند الفقهاء هو الحرمة .
من مقالة للكاتبة الأردنية رشا سلامة في جريدة الغد .................................................. .....................
ملاحظة هامة :
يقول الدكتورالقرضاوي الحب في الإسلام جائز بشرط ألا يسعى الإنسان إليه فلا يقول: أنا قررت أن أحب، يعني لازم أرى لى واحدة أحبها، ويقعد يعاكس في التليفونات، لا .. الحب هو الذي يفرض نفسه على الإنسان، هو يسعى إلى الإنسان ولا يسعى الإنسان إليه، ولذلك نجد عشاق العرب كانو يحبون الحب العذري وهو الحب العفيف الطاهر هؤلاء مثل قيس وليلى كيف أحبها هي بنت عمه يراها وهي خارجة ورائحة ترد الماء، وعاش في الصبا يراها فتعلق قلبه بها، كذلك عنترة وعبلة أو كُثيِّر وعزة أو جميل وبثينة، هؤلاء لم يسعوا إلى العشق، بعض الناس الآن يفكر أنه لازم يحب والبعض يقولوا لك، لابد الزواج أن يكون عن حب، لا .. ليس لابد، أنا قرأت دراسة وبالإحصائيات قالوا إن أسعد أنواع الزواج وأكثرها استقراراً ما كان على الطريقة التقليدية، يعني الواحد يروح لأهل الفتاة أو تأتي أمه أو أخته أو نحو ذلك تقول عن فلانة بنت فلان، ويسأل عن أوصافها أو نحو ذلك ثم يروح يخطبها والشرع هنا يحبذ أمراً كثيرا ما تركه الناس
.................................................. ...................
| |
|
اميرة همسات ( نائب المشرف العام )
عدد الرسائل : 3570 السٌّمعَة : 5 نقاط : 550 تاريخ التسجيل : 14/11/2007
| |