العدل بين الابناء

موضوع العدل بين الأولاد أمره عظيم وقد؛ ضل فيه كثير من الناس وهو لا يقتصر على العدل في الحقوق المالية، بل هو أشمل من ذلك وأوسع.
يقول الله تعالى في سورة النحل: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) ذكر الأمر وما يقابله من النهي. والمتتبع لآيات القرآن فيما يتعلق بالعدل يجد عجبا، ففي سورة النساء يقول تعالى العدل بين الابناء Frown

يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين)، العدل حتى مع القرابة والنفس.

وفي سورة المائدة العدل بين الابناء Frown

ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا)، أي لابد أن تعدلوا لأن الإعتداء ظلم والظلم ضد العدل وهذا ما يفسره قوله تعالى في آية جاءت بعد عدة آيات العدل بين الابناء Frown

ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، رغم أن قريشاً مشركون والشرك ظلم عظيم كما في آية لقمان، وأخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم ( والذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) وهذا من أعظم الظلم، وصدوا النبي صلى الله عليه وسلم عن عبادة وفتحوا الحرم لكل من هب ودب وذلك كما هو معروف في قصة الحديبية، ومع ذلك يأمرهم الله تعالى بعدم التعدي عليهم وظلمهم، صحيح لهم أن يقابلوا السيئة بمثلها ولكن ليس لهم أن يعتدوا.

وفي سورة الأنعام العدل بين الابناء Frown

وإذا قلتم فاعدلوا ولوكان ذا قربى)، سبحان الله ويا لعظمة الإسلام، عدل مع النفس، وعدل مع الأقارب وعدل مع الأعداء. فكأن المرء يسير في طريق فإذا انحرف يميناً ولنعتبر ذلك ظلم ذوي القربى جاء من يرده إلى وسط الطريق، وإن انحرف يساراً وظلم عدوه رده القرآن إلى وسط الطريق. ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان) جاءت بالأمر المجمل ثم جاء التفصيل في بقية الآيات.

والمتأمل لكثير من المشكلات الأسرية وبخاصة بين الأخوة يجد أن منشأها الأب وقد لا يشعر، وما كان مبدؤه مخالفة أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فنهايته بلاء ووباء، ولذلك لفت صلى الله عليه وسلم نظر هذا الصحابي إلى ذلك بقوله: ((أيسرّك أن يكونوا إليك في البر سواء)).

ولما للعدل من أثر في العاجل والآجل كان شأنه عظيماً، ولذلك جاءت كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم لبشير بن سعد حول تفضيله للنعمان قوية تحمل الزجر والتخويف (( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم))، ((أشهد على هذا غيري))، ((فلا إذاً)) وفي بعض الروايات:
((فلا تشهدني إذاً فإني لا أشهد على جور))(2).
فقد قامت السماوات والأرض على العدل، والآيات والأحاديث الدالة على وجوب العدل متواترة تواتراً معنوياً، والله تعالى يقول في الحديث القدسي العدل بين الابناء Frown

يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا)، وكذلك في الحديث( الظلم ظلمات يوم القيامة). وهذا الحديث أصل فيما يتلق بالعدل بين الأولاد.

العدل لا يتعلق بالمحسوسات فقط. هنالك مثلاً من يعدل بين أولاده في قسمة المال ويظن أنه قد عدل، نعم ذلك من العدل ولكن ليس هوالعدل كله، هناك ما هو أغلى من المال، المحبة والعطف والحنان وإنزال كل واحد منزلته، وهذا ما يغفل عنه بعض الآباء وربما شعر الأولاد بالظلم. قد يقول قائل اللهم هذا قسمي في ما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك، أو كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. نقول فرق بين ميل القلب والانسياق وراء هذا الميل، والله تعالى عفا عنا فيما نحدث به أنفسنا ما لم نحدث به أو نعمل. وكذلك في العدل بين الزوجات، والنبي صلى الله عليه وسلم رغم حبه لعائشة لكنه ما فضلها على غيرها.

والعدل ليس هو القسمة بالسوية دائماً، قد يكون في المحسوسات كذلك ولكنه إعطاء كل ذي حق حقه. مثلاً إذا زوجت أحد أبنائك ودفعت مهراً قدره20 ألفاً وزوجت الآخر ودفعت مهراً قدره 30 ألفاً فليس للأول أن يطالب بالفرق، لأن المهور تختلف من قبيلة لأخرى. وكذلك بالنسبة للأبناء عندما يكونون في مراحل تعليمية مختلفة يلزم الأب أن يشتري لكل واحد حاجته، ولكن لا يلزمه إن اشترى لطالب الجامعة سيارة أن يشتري لطالب الابتدائية مثلها أو يضع له ثمنها في حسابه، ما دام اشتراها لحاجة الأول وليس ميلا وتفضيلا والله يعلم ما في القلوب. وكذلك قل في موضوع الطعام والعلاج وغير ذلك. أما القسمة فالعدل هو التسوية فيها. بعض الناس يكون عنده زوجتان واحدة أم لعدد من الأطفال والثانية ليس لها أبناء فليس من العدل التسوية بينهما في ما يشتريه من طعام ونحوه، لأن في هذا خلط بين حق الزوجات وحق الأولاد. وفي النهاية مطلوب من المسلمين أن يسددوا ويقاربوا ولن يحصوا والله يعفو عما لم يقصده المسلم. كذلك في مال اليتيم، عفا الله عن التجاوز غير المقصود، فمخالطة الأيتام والأكل معهم يصعب معه القسمة. علّم أولادك وزوجاتك العفو واجتهد في العدل فإن علموا منك ذلك ثم وقعت مرة في الخطأ عفوا عنك، وإن رأوا منك غير ذلك تقع المشكلات.

وهنا ألفت نظر بعض الزوجات إلى تقوى الله؛ فكثيراً من حالات عدم العدل بين الأولاد سببه بعض الزوجات؛ لكونها تحمل زوجها على تفضيل أولادها على أولاد زوجة أخرى،أو إن كانت واحدة تحمل زوجها على تفضيل أحد الأبناء لحبها له، وهي بذلك تحمل أوزاراً، وتسيء إلى أولادها من حيث أرادت نفعهم، ويقع بذلك الحسد والعقوق وطواعية الله ورسوله أنفع لها ولزوجها ولأولادها.

بقيت مسألة فقهية، هل من العدل التسوية بين الذكر والأنثى في القسمة؟

العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه لا التسوية. وإن كان بعض الفقهاء يقول بالتسوية لأنهم فهموا من ظاهر الحديث أن الأبناء سواء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم، وقولهم له أصله ولكن الصحيح أن للذكر مثل حظ الأنثيين، كما ان الأب حين يموت فللذكر مثل حظ الأنثيين.
وعلى ولاة الأمر أن يتقوا الله في رعيتهم، إذا كان هذا التشديد بين الأبناء الذين يغفر بعضهم لبعض، فكيف بالرعية. معظم المشكلات سببها الظلم والأَثرة،والمسؤلون يعالجون ظاهر المشكلات ويُغفلون أسبابها الحقيقية، إما جهلاً أو كبراً أو بسبب جلساء السوء. ولكني أنبه ايضاً أنه لا يجوز الخروج على ولي الأمر ولو ظلمك، ولو أخذ مالك، والأحاديث صريحة في هذا الباب. وافمام مأمور بالعدل والرعية مأمورة بالطاعة بالمعروف، والظلم الفردي لا يعالج بظلم الأمة بإخلال النظام واستباحة الدماء.
نلاحظ في الحديث أسلوب الإقناع فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل له من البداية لا لن أشهد، بل سأله إن كان نحل كل أولاده مثلما نحل النعمان، وإن كان يحب ان يكونون له في البر سواء، وأن الشهادة على مثلما هم به شهادة على جور، وهذا كثير في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم رغم انه ليس بحاجة إلى تعليل، فهو لا يأمر إلا بخير، ولا ينهى إلا عن شر،( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)، ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم). ثم نجد الالتزام الدقيق والتنفيذ المباشر من بشير رضي الله عنه، يقول النعمان: فرجع أبي فرد تلك الصدقة. وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم. لما حرمت الخمر وأراد أحدهم أن يبيعها قيل له لما حرم بيعها حرم ثمنها فأهرقها مباشرة، ولما نزل قوله تعالى العدل بين الابناء Frown

فهل أنتم منتهون )، قالوا انتهينا ربنا ورأوا الخمر تجري في الأزقة لأنهم جميعاً أراقوها

العدل بين الابناء 8153_11211877006

وفى اشد اللهفه وانتظار جديد عبير قلمك بكل ما هو جديد
مع اطيب وارق تحياتى
بهاء الدين

مرورك اسعدنى واضاء صفحتى

وتسلم على ردك الرائع

اختى الغاليه اشكرك
على مجهودك الاكثر من رائع
تحياتى لكى \ الفرار من الحب

» ارجو العدل
» امثال شعبية عن العدل والصدق الظلم والحسد