لا تسألوني عن حبيبتي

أخشى أن حدثتكم عنها تنبهروا
لا تسألوني عن حبيبتي
عليها أخشى منكم النظر
رائعة أجمل من كل أخوتها
مذ ولدت حسادها وأعدائها كثر
عصية على كل طالب
وفية في حبها وبحبها تتعذر
حبيبتي كم تغنى بك قمر
وكم غناك في أشعاره شاعر
وقالوا عني ما قالوا
كيف يحبها ويقبل أن يتغنى بها أخر
حبيتي ليست ككل النساء
وحب حبيبتي على كل الرجال قدر
صافية يهيم العاشقون بهواها
عصبية مرعدة يتغزل بها حتى الحجر
شعرها على أكتافها
سعف النخيل ينسدل
زرقاء عيناها
كسماء صافية بعد المطر
رائعة كان الكمال بها يتعطر
اهواكي وهل لي من حبك يوما مفر
وفي حضن من أغفو إذا ابعدنى عنك قدر
مأواي أنت وملاذي
إذا جافاني يوما نوم
وصاحبني سهر
أبعدتني عنك الحرب معذرة حبيبتي
فلا تلومي حبيبا يضنيه الهجر
حاشا الله أن أهجرك يوما
لكنها ضرورة وأمر مقدر
احلم بك كل يوم
عروس بين أخواتها
أنضر إليها على البعد
وهي إلي تنظر
تناجيني والدمع من عيني ينهمر
تعاتبني إن لها لم انتصر
عندما عاشقوها لها انتصروا
تستغيث حبيبتي بكل عشاقها
خلصوني من غاصب اعتدى
ويحكم أحبابي ماذا تنتظروا
أجيبها والدمع من عيني ينفر
احبك لكنني مشلول عاجز
ليس له إلا البكاء ويا له من قدر
لبست ثياب الحداد حبيبتي
ضني على حزنها
لكنها على خذلاني لها تتحسر
ويح نفسي كيف الهوى لها
وأنا لها اعتذر
وأي عذر يجدي
وحييتي تبكي وتنتظر
حتى الأموات من قبورهم خرجوا
واستأذنوا أن لها ينتصروا
حبيبتي بغداد اسمها
كم مر بجوارها عدو غاصب
وعلى أبوابها انتحروا
حبيبتي صبرا
فتنة مثل الغمام غدا تمضي وتمر
ويعود الصفو إلى شطاها
ويعود على جسرها
يتغزل العاشق المنتظر
وتمر عيون ألمها مغازلة
وأعود عاشقا ويعود الصفو والسهر
وتعودي حبيبتي بغداد متألقة
تضاهي في بنيانك الصور
ويعود أحفاد عشاقك عاشقا
يغازلون وبحبك يفاخرون
وأعود عاشقا مرا بك
وكتب على جدرانك الخواطر
عاشقا مر من هنا
وكان في أسماء عشاقك اسما
بحبك يفتخر
حبيبتي يابغداد ليت اقدر
فتكوني حبيبتي وحدي دوني البشر
ستعود ليالي الهوى يا بغداد فانتظري
كما مر على ثراك هولاكو
ومن ثم اندحروا
فتنة تنقضي وتصبح في تاريخك اسطر
حبيبتي يابغداد ليت اقدر
إذا ما مت أن اختار في ثراك لي قبر
فتضمني حبيبتي في أحضانها
فعسى الله يا بغداد
أن بحبي لكي ذنوبي تغفر