همسات عرب
انتحار عريس 37
همسات عرب
انتحار عريس 37
همسات عرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همسات عرب

تقافى اجتماعى فنى صرح لشتى العلوم.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 انتحار عريس

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
البرنس اسلام
مشرف ( كافيه الشباب والرياضه )
مشرف ( كافيه الشباب والرياضه )
البرنس اسلام


ذكر
عدد الرسائل : 4591
العمر : 35
الموقع : همسات عرب
العمل/الترفيه : الحمد لله
المزاج : الانترنت
السٌّمعَة : 9
نقاط : 299
تاريخ التسجيل : 15/08/2007

انتحار عريس Empty
مُساهمةموضوع: انتحار عريس   انتحار عريس I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 06, 2007 12:41 pm

لم تلبث حارات وطرقات القرية الهادئة .. الساكنة .. إلا أن تحولت إلي حالة من الهرج والمرج .. هوائها حمل رائحة روث الحيوانات والغبار ، بسبب موجات البشر المتلاحقة التي أخذت تندفع في كل اتجاه .. الكل يجري ناحية المستشفي القديمة ، التي تساقطت إحدى أركانها بفضل تسرب المياه من المصرف المجاور .. الكل يمصمص الشفاه ويلطم الخدود .. الكل يجمع بأن ( حليم ) أفندي انتحر لأنه طلع ( مش راجل ) مثل أبوه ... حتى صرخات النساء الحفاة .. المنقوش شعورهن وهو يرج عيدان الذرة في الغيطان .. ويزعج الضفادع النائمة وسط حقول الأرز ..
في ذلك الوقت كانت عجلات الترولي الوحيد تصطك بداخل المستشفي ، كلما اصطدمت بإحدى بلاطات الطرقة المخلوعة ، بفضل تآكل إحدى عجلاته..
- يا غالي .. يا طيب .. يا
رددتها عروس ( حليم أفندي ) وهي تخبط علي صدرها البارز ووجهها الذي دهنه مسحوق ( الكحل ) .. في حين كان ملقي علي ظهره ، وبعض الماء ينساب من شدقيه في شكل رغوات ... مثبت عينيه الغائمين علي كل الملابس السوداء من حوله .. كل الوجوه أمامه .. كانت شخص واحد .. جامد .. قاسي .. كلها كانت وجه أبيه ....
كانت جملة ( حليم أفندي انتحر ) كفيلة بأن تنتزع النوم من عيني ( مسعد التومرجي ) وتوقف سيمفونية الشخير المتصاعدة من بين شعيرات ( شنبه ) المتدلي بداخل فمه ، والذي لولاه لتاه وسط أطفال القرية بفضل قامته القصيرة ووجه الصغير .. كانت كفيلة بأن تنزعه من نومه العميق الذي يغط به فوق ملاءة لا يتضح منها غير لون المطهرات والدم ، واضعا حذائه تحت رأسه ..
ثواني معدودات وكان قد صعد درجات السلم المتآكلة إلي الحجرة التي ينام بها الطبيب فوق سطوح المستشفي ، الذي صدمته كلمة ( انتحار ) .. ليس لأنها كلمة محرمة أو غريبة علي أسماع أهل القرية ، ولكن لأن أنبوبة الأكسجين الوحيدة بالمستشفي فارغة ، وأدوات الإسعافات بدائية .... و رغم ذلك كانت الجملة مثل ( الجاز السولار ) الذي شغل محرك الحياة فدبت في جسد المستشفي الميتة منذ فترة طويلة .. دبت في شروخ الحوائط التي نحتت بفعل الزمن والإهمال ..
ثواني معدودات ونساء القرية كن قد افترشن الأرض أمام المستشفي ، في شكل لا يختلفن فيه كثيرا عن طائر الوطواط .. الجلابيب سوداء .. والترابيع اللاتي يتلثمن بها .. وأزيزهن الذي يلف المكان حينما تنتقل النميمة من فم إحداهن إلي الأخرى ..
كل ذلك وحليم ملقي بلا حراك ، فوق سرير من الحديد مكسو بطبقة من القش المضغوط داخل كيس من البلاستيك .. في حجرة لطخت حوائطها بدم ناشف ولون المطهرات الأصفر .. في حجرة إضاءتها ضعيفة يطلقون عليها حجرة العمليات .. ملقي وصورة أمه في مخيلته لا تفارقه .. ابتسامتها .. دفئ عينيها .. لهفتها عندما كانت تنتصب بقامتها القصيرة وجسدها الضعيف الذي لا يقوي علي حمل مجموعة الجلابيب التي كانت ترتديها اتقاء برودة الشتاء .. تقف واللون الأصفر يعتصر وجهها علي عتبة الدار ، وهي تنادي بصوتها الأبح عليه أثناء لعبه مع أخواته البنات من أبيه ..
- تعالي يا كبدي أصل زوجة أبيك المفترية تضربك ..
صورة أمه كانت مسيطرة لدرجة أنسته الم وخذه ( إبرة الحقنة ) التي كانت تنخر في لحمه ، وقبضة ( مسعد) علي يده ، كأنه يمسك يد الفأس التي يستخدمها في زراعة أرضه .. كل ذلك لم تمحو صورة أمه من مخيلته.. ولم تنسيه صورة زوجة أبيه حينما تتعمد الذهاب باستمرار ناحية دارهم ، متهمة أمه بالباطل بأنها تريد قتل بناتها .. ساعتها كانت أمه تفترش أرضية دهليز الدار .. وهي تبكي .. وتصرخ .. ضعيفة لا حول لها ولا قوة ... ووالده يركلها بيديه وقدميه وسط لدغات زوجة أبيه ، عندما كانت تردد بصوت يشبه فحيح الثعابين:
- لو أنت راجل كانت خافت منك .. ومحولتش تقتل بناتك ..
ساعتها كان حليم يمسك برقبته بعد أن بح صوته من البكاء والعويل .. والدم يسبق أنفاس أمه من أنفها .. ومن خوفها عليه من زوجة أبيه .. كانت تحتضنه رافعة يديها إلي السماء بالدعاء علي أبيه وهي خالعة رأسها ... ظل ( حليم ) فترة طفولته ينزوي في أحد الأماكن ، حينما كان يشاهد أبوه قادما من بعيد ..
سرت في جسده قشعريرة برد شديدة ، نفضت جسده الضعيف من فوق المنضدة ، حتى كادت تقطع الخرطوم المتدلي من يده والمتصل بزجاجة الجلوكوز التي تم شرائها من المدينة القريبة للقرية ، بعد انتهاء عملية غسيل البطن ببيض الفراخ وبعض المواد الطبية.. بعدها أمر( مسعد) أهل القرية بالتفرق من أمام المستشفي ، لأن حليم سيبقي لمدة أربعة وعشرون ساعة قادمة تحت الملاحظة..
- دى ناس جاحدة يا دكتور .. أنت متعرفهمش علشان غريب .. اسألني أنا ..
كان مسعد يثرثر للطبيب مع إشارة بيديه تجاه ( حليم أفندي ) ، وهو جالس القرفصاء علي شريط من البوص القديم أكلت رطوبة الأرض أطرافه ، في حين استند الطبيب بجسده الطويل فوق مكتب قديم ليست له لون محدد فقد تداخل لون المطهرات مع الطينة ، وتم استبدال أرجله بأجزاء من الشجر ..
- أبوه كان رجل محترم .. بس مراته التانية كانت عيلة يا دكتور جننته ..
أحيانا كثيرة كانت معالم وجه مسعد وصوته يختلفان من حاله إلي أخري ، كأنه ممثل مسرحي يقدم عددا من الشخصيات المختلفة ، كلما اختلفت الزاوية الذي يحكيها للطبيب من حياة ( حليم ) .. فأحيانا كان ينتفض واقفا أمام الطبيب ، رافعا صوته الذي لا يتناسب مع قامته القزمة ، متعجبا من سبب تحمل والده لتسلط لسان زوجة الأب عليه أمام خلق الله ..
- أنت منفوخ علي إيه .. ولا فاكر نفسك راجل .. أنا بس اللي عارفة المستور ..
وأحيانا أخري كانت تشوب صوته نوع من التبجيل والتقدير ، عندما كان يتذكر الرجل وهو يعطف في السر علي أهل القرية دون علم من أحد ، وبناء مسجد كبير للقرية ..
في أثناء ذلك كان وجه الطبيب تسري عليه بعض علامات الرضا والاطمئنان ، كلما حرك حليم عينيه ، رغم أنهما كانا مثبتتان علي بقع الأسمنت التي تساقط من سقف الحجرة.. البقع التي لا تختلف كثيرا عن حياته ، وظهرت بعد أن ماتت أمه وتركته وحيدا في المرحلة الإعدادية .. تحمل الكثير من سوط لسان زوجة الأب .. ولكنه في ذلك الوقت لم يكن يعرف لماذا كانت تقول له ..
- بتروح تشتكي لأبوك .. مش لما يكون راجل تقوله ..
كلما كان يحاول أن التنبيش ببعض الكلمات عن تصرفاتها ، أو مجيء ( ابن أبو سليم ) الدار من ورائه ..
- عاوز أموت .. الموت أحسن
أصبحت الجملة الوحيدة التي يرددها حليم منذ خروجه من حجرة العمليات ..
- للدرجة دي يا مسعد مش عاوز يعيش ..
كان مسعد ينفخ .. ويزفر كلما سمع ذلك ، ويخبط كف علي كف ...
- أصل الناس دول يا فندي محسوش بطعم الحرمان مثلنا ...
ووسط غيظه أخذ يثرثر للدكتورعن الفضيحة التي تعرض لها والد حليم ، وكانت الضربة التي أماتته .. بعد أن ضبط زوجته مع أبن سويلم .. ساعتها سقط الرجل من طوله ومات .. ودرات زوجته في القرية تقول بأنه مكنش راجل ..
توقف الطبيب عن الثرثرة حينما لمح حليم يفيق .. حاول مداعبته ولكنه لم يستجب مرددا ..
- عاوز أموت .. الموت أحسن
رغم تلك المحاولات لم يستجب لأنه كان في عالم آخر .. عالم فيه صورة أبوة تملأ حوائطها ، صورة وهو يضع كل ماله وتقدير أهل القرية له في يد زوجته.. وصورة وهو يسهر بجوارها الليالي إذا شعرت بالمرض أو التعب ....
- ليه بس تنقذوني .. أنا عاوز أموت ..
- يا راجل دا أنت لسة عريس والأمل أمامك
- عريس ..
انفرجت أسارير حليم وهو يرددها .. سرعان ما راح في أحلامه .. راح إلي أول مرة رآها فيها.. صوتها ورقتها الواضحة .. بالتمام والكمال لمح فيها والدته ... ولم يمر وقت طويل علي خطبته لها ، حيث رحبت أمها بالعريس اللقطة ، وكادت تطير من الفرحة بسبب تقدمه لأبنتها ، ولكن ما كان يقلقه أنها ست سليطة اللسان مثل زوجة أبيه .. وحتى يتخلص منها تكفل بكل لوازم الزواج ...
في ليلة الدخلة أحس بأنه يود النوم علي صدرها ، كما كانت تفعل معه أمه عند عودة يوميا من المدرسة .. يومها لأن مرة بعد وفاة أمة ينام في أمان.. ولكن في صباح اليوم التالي جاءت الأم يسبقها لسانها .. سألت عن المراد .. وظل المراد فترة أسبوع يحاول ولا شئ .. حتى أخذت حماته تضغط عليه من أجل الذهاب لطبيب معالج .. ساعتها علم لماذا كانت زوجة أبيه تعايره بأنه مش راجل .. وأخذت الكوابيس تلاحقه وتضغط علي صدره .. كوابيس تزداد كلما طال لسان حماته ونمت ونعت حظ أبنتها لدي نساء القرية .. ساعتها شعر بأن موت أبوه كان رحمة .. فشرب السم..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



انتحار عريس Empty
مُساهمةموضوع: رد: انتحار عريس   انتحار عريس I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 06, 2007 2:41 pm

موضوع اكثر من رائع
دمت لنا بود يا اسلام
تحياتى مانشستر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الضوينى
المستشار ( مشرف سابق )
المستشار ( مشرف سابق )
الضوينى


ذكر
عدد الرسائل : 1860
العمر : 34
العمل/الترفيه : الانترنت
المزاج : حمد الله
السٌّمعَة : 0
نقاط : 45
تاريخ التسجيل : 15/08/2007

انتحار عريس Empty
مُساهمةموضوع: رد: انتحار عريس   انتحار عريس I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 06, 2007 3:14 pm

موضوع اكثر من رائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



انتحار عريس Empty
مُساهمةموضوع: رد: انتحار عريس   انتحار عريس I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 13, 2007 2:14 am

مشكور على الموضوع الرائع وجزاك الله خيرا
تحياتى بركات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bahaa elden
المدير العام
المدير العام
bahaa elden


ذكر
عدد الرسائل : 6503
العمر : 46
الموقع : مصر
العمل/الترفيه : الانترنت
المزاج : الحمد لله
السٌّمعَة : 5
نقاط : 1402
تاريخ التسجيل : 12/08/2007

انتحار عريس Empty
مُساهمةموضوع: رد: انتحار عريس   انتحار عريس I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 13, 2007 5:17 pm

انتحار عريس W6w20050419195349f1dd803c
اخى الغالى
انتحار عريس W6w2005042200290557362b72
قصه رائعه شكرا على مجهودك
جزاك ربى الفردوس الاعلى
انتحار عريس 3roos24
وفى انتظار كل ما هو مفيد وجديد منك ومن عبير قلمك
انتحار عريس 52
مع خالص شكرى وتقديرى
بهاء الدين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamsat.1talk.net
شهرزاد
عضو فضى
عضو فضى
شهرزاد


انثى
عدد الرسائل : 136
العمر : 38
الموقع : بيروت
العمل/الترفيه : الانترنت
المزاج : الحمد لله
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 04/10/2007

انتحار عريس Empty
مُساهمةموضوع: رد: انتحار عريس   انتحار عريس I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 04, 2007 9:05 pm

تسلم ايدك القصه رررررررررررررررررررررررررررروعه
موفق
و
دمت سالما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
انتحار عريس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عريس وجد زوجته حامل .. !!
» عريس يستخف دمه من اول ليله
» بنت ترفض عريس بسبب...!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همسات عرب :: ارشيف همسات عرب-
انتقل الى: