عليها تسعة عشر
عبد ربه محمد سالم اسليم
( 1 )
البحر يختبئ في سروالي
فتهجرني السماء
والأزرق الفضي ينهش الصمت !
( 2 )
ويتمدد على برق أظافري
مثل وردة تراوغ القمر
وما في منقارها من برج يركض منفى !
( 3 )
عصفور يسقط على كتفي
يعاني من الجوع للصمت
ولمصافحة شجرة كينيا على قارعة ذاكرتي !
( 4 )
يصلي الصبح لي
وأنا على بعد ذراع من الليل
والليل ينضج حبة مانجا
وربما يسقط وردات مشمش فلسطيني !
( 5 )
غزالة ترمل وراء دبر البحر ،
والبحر يعاني من موت سريري
ويرجو النورس ألا يخبر الريح !
( 6 )
الهدهد يخطط لاصطياد بلقيس ،
ومراودتها على سرير ذهبي ،
وربما على زرقة السماء !
( 7 )
الصمت يرقى سلمي الأسمنتي
ويحاول الوصول إلى حقل اللوز في جيبي
فيخفي وجهه الفلسطيني
ويتسلل من كوة المطر مع طلائع البرق !
( 8 )
ربما السؤال واضح مثل الليل
وغامض مثل النهار
وأنا أرجوحة من تمر
وحبات سمسم لازوردي !
( 9 )
الماء يناور شجرة تحتضن نافذة زرقاء
ويناولني إلى النحل زكاة قرنفل
هذا ما أباحت المرايا به إلي !
وأنا أسكن الطريق مثل متراس !
( 10 )
النحل يمتصني مثل ورقة بيضاء
ويفرزني خطيئة
وخبز يباركه شقاوة الغيم
يوم رمى لي بخرطومه البحري
وقال : هيت لك !
( 11 )
حجر يؤاخي اسمي يوم رآني أعبر كلماتي
وأشهر مسدسي في وجه الغرقد !
حاول أن يكون أمامي نبوءة ،
وربما مذقه عسل !
( 12 )
التيه يفر أمامي مثل مرآة تخفي في عورتها عجل ذهبي !
والضجر يحاول أن يضئ جسدي
والعصافير رسل بندقية ! ...
( 13 )
أحاول أن أخفي حفنة صمت في جيبي !،
والرغيف زهر حزين يبحث عن سراب ليقطفه !
( 14 )
الأرض تمر من السرداب !
والهدهد يحمل الضوء ويهرب من دمي
إلى ضواحي البياض !
ويغلق مهرجان الأبجدية بما تخبئة من زيت زيتون !
( 15 )
الشمس تناولني سرها النبوي
وتغذو متاهة عشق !
وأقبية تحقيق ترصد طريق الدبابير !
والدرب إلى بحر ميت ! ...
( 16 )
أقطع رأس البحر
وأخفي تحته دالية تحاول اغتيالي في وضح الليل
والنسيم شمالي أسود !
( 17 )
أحفر في أدغال لغتي بئرا ألقي فيه وجهي الشمسي
وتضاريسي اليوسفية ،
وأرقص مثل غجري يشعر بالنشوة من تضخم القهر !
ويشد وتره الخامس !
( 18 )
السماء تبحث عني ،
وأنا أخفي نفسي في كأس خمر صوفي
وأراهن على صهيل العصافير
والقنبرات !
( 19 )
أبحث عن مقبض سيفي الماسي
فأجده مغمورا في قلبي مثل شجيرة نعناع !
فأثمل إلى ما بعد بعد صلاة الصبح !
قطاع غزة – فلسطين