أونبدأ الشهر الفضيل بالسباب..؟؟!!

زائر

كتب: محمود عبد الهادي

دائما ما يبدأ شهر رمضان الكريم بطاقة روحانية هائلة في قلوب المواطنين بالعالم العربي حيث يشعر الناس بطمأنينة وراحة نفسية لم يتعودوا عليها طوال العام بسبب العمل أو ظروف المعيشة أو الدخل المادي أو أيا كان.

فيأتي الشهر الفضيل ليهدئ من روع الناس لنجدهم متسامحين فيما بينهم بشوشي الوجه ذوي بال هادئ ونفس شغوفة بالعبادة للتقرب من ربهم أملا في مغفرة الذنوب.

نجد هذا في كل مكان بالعالم العربي عامة ومصر خاصة إلا... في مباريات الدوري المصري.. فنجد قلة – أو كثرة – من جمهور فريق يسب جمهور فريق آخر بلا أدنى سبب أو علة، ومع أول أيام الشهر الكريم.. ونجد قلة – أو كثرة – من جمهور آخر يسب شخص مسئول باتحاد الكرة دون أن يكون هناك سبب لهذا السباب خاصة بعد أن هدأ الوضع واستقر.

حدث هذا في مباراة الزمالك أمام إنبي عندما انخرط بعض من كانوا في مدرجات مشجعي الزمالك في الهتاف ضد أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة – بغض النظر عما إذا كانوا من مشجعي الزمالك، أو قلة مندسة كما سيجيب البعض، أو حتى كانوا من مشجعي الهلال السوداني إذا ما ذهب خيال البعض إلى ذلك..

ونحن هنا لا نهاجم مشجعو فريق بعينه أو نفتري بالقول على جمهور فريق آخر، ولا حتى ندافع عن أحمد شوبير بغض النظر عما إذا كان قد فعل شيئا يستحق عليه أن يتهمه البعض بما لم يروه به.. بل نلوم من فعل ذلك في شهر يفرض التسامح وحسن الخلق على كل من بالعالم العربي وليس مصر فقط، سواء كان هؤلاء من جمهور الأهلي أو الزمالك أو الإسماعيلي أو أي فريق كان..

نطالب المصري باحترام الإنسان والبعد عن السب والقذف الذي لا يطول أحد سوى من اقترفه بسوء الخلق وقلة الإيمان.

لا نطالب أحد بكثرة التعبد والتقوى لأن كل شخص مسئول عن نفسه.. ولا نطالب أحد بحب شخص أو كراهيته أو حتى احترامه من عدمه..

بل نطالب بعدم الخوض في كرامة شخص أو إهانته أو اتهامه على الملأ.. حتى وإن تمسكنا أو اقتنعنا بشيء معين يفرض علينا البغض أو الحب تجاه شخص أو فريق أو جمهور.

نطالب بالتمسك بالخلق والمبادئ الإنسانية حتى وإن كان هذا التمسك لمدة 30 يوما هم عمر شهر رمضان الكريم.. نطالب بالتحلي بالسماحة وحسن الخلق حتى وإن كان الشيء الذي نواجهه لا يتحلى بها.. نفعل ذلك من أجل أنفسنا أولا قبل إخوتنا أو أخواتنا أو آبائنا أو أمهاتنا... نفعل ذلك كي يسود الحب قلوب أعدائنا قبل أحبائنا.

نفعل ذلك من أجل شهر عرفه الناس بشهر الخير والحب والمودة.. وكي لا تنتقل صورتنا بشعب يكره بعضه من أجل رياضة غرضها الأساسي المرح والترفيه والسعادة.. نفعل ذلك من أجل كل ما هو جميل في أنفسنا وقلوبنا بغض النظر عن انتماءاتنا أو اعتقاداتنا أو أسلوب تفكيرنا..

وأخيرا نأمل أن يمر هذا الشهر بسماحة وحب وإخاء ومودة.. نتبسم في أوجه الآخرين ونقول لهم ...رمضان كريم